قال رئيس “اتحاد روهنجيا آراكان”، واكادر أودين: إن صور الانتهاكات التي عُرضت على وسائل الإعلام تعكس جزءاً بسيطاً من الحقيقة، وإن البوذيين ومسؤولي الحكومة الميانمارية يحتفلون بشرب الشمبانيا بينما يتابعون تلك الصور.
جاء ذلك في تصريح أدلى به لمراسل “الأناضول”، خلال مشاركته في فعالية خاصة بأزمة مسلمي الروهنجيا، بولاية قونيا (وسط تركيا)، تطرق خلاله إلى معاناة الروهنجيا في إقليم آراكان بميانمار.
وأفاد أودين أن الحكومة الميانمارية والعصابات البوذية ترتكب جرائم وحشية بحق الروهنجيا.
وأضاف أن عدد المسلمين في البلاد حوالي 3 ملايين، عدد من يتعرض منهم للظلم نحو 500 ألف، حيث يجبرون نتيجة ضغوطات الحكومة على مغادرة أراضيهم.
وأردف أن ممارسات الحكومة الميانمارية ترقى إلى درجة الإبادة الجماعية، إذ تسعى لطمس الهوية الروهنجية، من خلال تقليل أعداد الروهنجيا والقضاء على معالمهم التاريخية.
وأشار إلى أن السلطات الميانمارية تغلق دور العبادة الخاصة بالروهنجيا، ولا تسمح للمسلمين بالعبادة، كما حوّلت جامعاً تاريخياً بالمنطقة يعود إلى القرن السابع عشر، إلى معبد بوذي، وإنها تسعى من خلال هذه الممارسات لتطهير إقليم آراكان من المسلمين وتحويل المنطقة برمتها إلى بوذية.
ولفت إلى أن جذور الروهنجيا في آراكان ترجع إلى القرن السابع الميلادي، وأن هذا الأمر موثّق في الكثير من المراجع التاريخية.
وأوضح أن المجتمع الدولي يريد للروهنجيا أن يعيشوا كمواطنين من الدرجة الأولى في بلادهم بشكل يتلاءم مع حقوق الإنسان وسط أجواء الأمن والاستقرار.
وكشف عن أن مسلمي الروهنجيا يتعرضون لظلم كبير في السنوات الأخيرة، إذ يتم تدمير قراهم بالجرافات التي هُدمت 266 قرية.
واستطرد أن الانتهاكات التي تشهدها آراكان اليوم شبيهة جداً بعملية الإبادة الجماعية التي تعرضت لها البوسنة والهرسك سابقاً، حيث تم الكشف هناك عن مقابر جماعية، كما هي الحال في آراكان، حيث تتضمن الكثير من المقابر الجماعية.
وأردف أن إقليم آراكان شهد قصصاً أليمة للغاية، فالجرائم التي طالت النساء والفتيات والأطفال هي من النوع الذي يندى له الجبين.
وبّين أودين أن عدد اللاجئين الروهنجيا في المخيمات يبلغ نحو 700 ألف شخص، قرابة 60% منهم أطفال، وأنهم يعيشون في ظروف صعبة جداً وُيصابون بالأمراض نتيجة نقص الأغذية.
وأكد أن الحكومة الميانمارية لا تمنح حق الحياة لمسلمي الروهنجيا، حيث قال في هذا الصدد: تجبرهم على وضع أسماء بوذية، وتريد طمس هويتهم، وتعيق زواجهم، فلو أراد أحد الروهنجيين الزواج فإن مدة حصوله على الإذن تصل إلى 10 سنوات.
وأضاف أن السلطات الميانمارية تفرض “حد الطفلين” على عائلات الروهنجيا، وإذا ما أنجبت عائلة طفلاً ثالثاً فإنها تجبرها على الهجرة.
وأشار إلى أن السلطات تسلب من الروهنجيا أراضيهم وحقولهم، وتقوم بالاعتقالات والتعذيب والإعدامات.