أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستفان دي ميستورا عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لالتزامهما الشخصي بشأن إدلب السورية.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك بشأن سورية.
وقال: أود أن أشكر الرئيسين التركي والروسي على التزامهما الشخصي بشأن إدلب.
وأمس الإثنين، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي، عن اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب.
ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة ومخلصة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجومًا عسكريًا على إدلب؛ آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
وقال دي ميستورا، لأعضاء المجلس اليوم: “إدلب باتت مصدر قلق بالغ لنا جميعاً.. ونحن نرحب بما أحرزته الدبلوماسية من تقدم حقيقي وحماية أكثر من 3 ملايين في إدلب، بينهم مليون طفل”.
وأضاف المبعوث الأممي أن اتفاق إدلب بمثابة “تطور مهم، ونأمل أن ينفذ سريعًا مع احترام القانون الدولي الإنساني، ونحن راضون عن التهدئة في إدلب”.
ورأى أنه “بعد التوصل إلى اتفاق أمس لا يوجد سبب لعدم إحراز تقدم علي المسار السياسي”.
وأبلغ المبعوث الأممي مجلس الأمن الدولي بأنه أجرى مشاورات مكثفة مع كافة أطراف الأزمة خلال الأيام القليلة الماضية.
كما أكد أن اجتماعات “سوتشي” دعمت مفاوضات جنيف فيما يتعلق بملف صياغة الدستور، مشيرًا إلى أن الشهر المقبل “سيكون حاسمًا بالنسبة للأزمة”.
وشدد على ضرورة عدم التدخل في مهمته، لا سيما ما يتعلق بـ”قوائم لجنة الدستور، والنظام الداخلي، إلى جانب مضمون العملية أيضًا”.
وأكد دي ميستورا في الوقت نفسه على أن هناك “حاجة لأن يتحاور السوريون بين بعضهم البعض، ولا بد من إجراءات بناء ثقة”.
وحذر من أنه “مع غياب أي تقدم ملموس في الميدان، فلن نحصل على الثقة المطلوبة؛ ولذلك يتعين إطلاق سراح المعتقلين والسجناء وتسليم الجثامين”.
ومضى بالقول: “علينا ألا ننسى أنه في نهاية المطاف سنكون بصدد انتخابات تشريعية ورئاسية وفقا لما نص عليه القرار 2254”.
وأوضح المبعوث الأممي أن الشعب السوري يتطلع إلى تحديد مستقبله بنفسه.. وهذا يتطلب عملية تسوية شاملة”.
الامتناع عن أي عمليات عسكرية
ومن جهة أخرى، دعا المبعوث الأممي جميع الأطراف إلى “الامتناع عن أي عمليات عسكرية عقب إسقاط الطائرة الروسية في سوريا أمس”.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، استدعاء سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى موسكو، على خلفية إسقاط طائرتها في سورية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن مقتل 15 شخصًا على متن الطائرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري بصاروخ من منظومة “إس-200”.
وحمّلت موسكو مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية بالكامل لتل أبيب، مبينةً أن “مقاتلات إسرائيلية تسترت بالطائرة الروسية، ما جعل الأخيرة عرضةً لنيران النظام السوري”.