مازالت قضية الخان الأحمر منذ ثمانية أشهر تشعل الرأي العام، وكيف يتعامل الاحتلال مع التجمعات الفلسطينية بالهدم والترحيل.
190 مواطناً يقطنون الخان الأحمر دخلوا شهرهم الثامن يواجهون أعتى دولة في الشرق الأوسط، ومعهم 150 ألف متضامناً جاؤوا لقرية الخان الأحمر متضامنين مع أهلها باعتبارها قضية القدس وبوابتها الشرقية.
الخان الأحمر ليس خيمة
يقول رئيس المجلس المحلي لقرية الخان الأحمر عيد خميس لـ”المجتمع” عن الاعتصام المفتوح وتواصل الفعاليات التضامنية: قضية الخان الأحمر ليست خيمة أو زنكية، بل هي قضية القدس، فالخان الأحمر خط الدفاع الأول عن القدس، وأهالي سكان الخان الأحمر يدافعون عن مدينة القدس وحلم الدولة الفلسطينية، لذا فالاحتلال يعمل جاهداً على شطب المكان حتى تغلق القدس ويقتل الحلم.
نتائج كارثية
أكد وليد عساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في حديث مع “المجتمع”، أن هدم الخان الأحمر ستكون له نتائج كارثية لا تحمد عقباها، فقضية الخان الأحمر قضية عامة على المستوى الدولي، ونتنياهو يحاول أن يكسب أصواتاً انتخابية على حساب قضية الخان الأحمر التي مازالت قائمة والتحدي فيها على أرض الواقع، ولن نرفع الراية البيضاء أمام تهديدات نتنياهو.
150 ألف متضامن
وقال الناشط مراد أشتيوي من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: 150 ألف فلسطيني جاؤوا من كل المحافظات الفلسطينية متضامنين مع الخان الأحمر دليل على الالتفاف الجماهيري حول المقاومة الشعبية، كما أن 50 ألفاً باتوا في الخان الحمر على الأقل ليلة واحدة، أيضاً هو بمثابة مساندة فعلية على أرض الواقع.
وأضاف: قضية الخان الأحمر لها أهمية بالنسبة للقدس والتجمعات البدوية المهددة بالهدم، فدولة الاحتلال تريد تنفيذ مشروع “E1″، وهذا المشروع سيعزل القدس عن أراضي الضفة الغربية ويقتل الحلم الفلسطيني في إقامة دولته.
أطفال في الميدان
ولفت أشتيوي قائلاً: اللافت في اعتصام الخان الأحمر وجود تفاعل من شريحة الأطفال الذين جاؤوا للخان الأحمر وتفاعلوا مع طلاب مدرستها، وكان لوجودهم الأثر الإيجابي اللافت، وتجسيد رسالة أن الكل الفلسطيني موحد في مواجهة مشروع الترحيل بشكل عام وللخان الأحمر بشكل خاص، وأن الانتخابات الإسرائيلية تتاجر بالدم الفلسطيني ووجوده على أرضه، ولن تكون قرية الخان الأحمر محطة مزاودة لنتنياهو وباقي الأحزاب السياسية.
وساق أشتيوي صمود الطفل موعد مثالاً للتحدي قائلاً: هذا الطفل مع أطفال مدرسة الخان الأحمر يقدمون نموذجاً من الصمود والتحدي يفوق كل التصورات والتوقعات، فهو إضافة نوعية للاعتصام المفتوح.
ظاهرة تحدٍّ وصمود
ويرى الناشط والمختص بالشأن الاستيطاني بشار القريوتي في استمرار اعتصام الخان الأحمر، أنه ظاهرة أقلقت مضاجع حكومة الاحتلال، فلم تكن تتصور حكومة نتنياهو أن الاعتصام سيكون حجر عثرة أمام وعوده الانتخابية بعزل القدس وربط المستوطنات بالضفة العربية بمدينة القدس من خلال المشاريع الاستيطانية في المنطقة.
وأضاف: ظاهرة التحدي للمشاريع الاستيطانية وسياسة الحصار أصبحت دارجة بين الفلسطينيين، فمسيرات العودة في غزة وظاهرة صمود الخان الأحمر ومسيرات كفر قدوم والمغير وغيرها، تدق الجدران بالقوة، والاحتلال أصبح في حيرة من أمره في كيفية ضرب هذه الظاهرة، فهو يمارس القمع والقتل والاعتقال، ومع ذلك تستمر المسيرات والصمود والتحدي.