دعا الأزهر الشريف بمصر إلى مكافحة اليمين المتطرف في ألمانيا، مؤكداً أن خطورته لا تقل بحال من الأحوال عن خطورة التيارات المتطرفة الأخرى.
وقال في تقرير، الخميس 15 أغسطس، لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف: مكافحة اليمين المتطرف في ألمانيا أمر كان ينبغي فعله منذ أعوام مضت، فقد بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف في ألمانيا منذ عام 1990م وحتى الآن حوالي 200 قتيل، ناهيك عن عدد الاعتداءات العنصرية الجسدية واللفظية الأخرى.
وأوضح أن الأزهر حذر في الأعوام السابقة -لأكثر من مرة- من خطورة التطرف اليميني، آملاً أن تساهم الإجراءات التي تتخذها حكومات الدول الأوروبية في الحدّ من خطورته، داعياً الإعلام إلى تسليط الضوء على تلك الجرائم.
وشدد المرصد على أن التطرف بمختلف أنواعه هو أمر مرفوض تمامًا، وتجب مكافحته بشتى الطرق لتجنب خطره على الأفراد والمجتمعات.
تطرف يميني
وبحسب التقرير الذي وصل “المجتمع”، فقد بلغ عدد المتطرفين في ألمانيا، طبقاً للأجهزة الأمنية الألمانية في عام 2018، ما يقرب من 132 ألف متطرف، ينتمون إلى مختلف التيارات، في حين بلغ هذا العدد في عام 2017 ما يقرب من 127 ألف متطرف.
واعتبر المرصد أن زيادة 5000 شخص لجبهة التطرف زيادة كبيرة جدًا في عام واحد فقط، مشيراً إلى أن النسبة الأكبر من هذه الزيادة جاءت في جماعة “مواطني الرايخ” المتطرفة، ثم المتطرفين اليساريين، ولكن الإحصاءات الرسمية لم تبيّن على وجه الدقة مقدار الزيادة في كل طائفة.
وجماعة “مواطني الرايخ”، ينتمي أغلب أفرادها إلى اليمين المتطرف، وهم يرفضون الاعتراف بالجمهورية الاتحادية كدولة، يبلغ عددهم حتى عام 2018 حوالي 19 ألف شخص، في حين بلغ عدد المتطرفين اليساريين حوالي 32 ألف شخص عام 2018، بزيادة قدرها ألفا شخص عن العام الذي قبله.
ونقل التقرير عن “كونستانتين فون نوز”، عضو لجنة الرقابة البرلمانية في البوندستاج -وهو أحد سياسي حزب الخضر- قوله لصحيفة “فيلت آم سونتاج”: الخلايا اليمينية المتطرفة تشكل في الوقت الراهن خطرًا على الديمقراطية لم تشهده ألمانيا منذ عام 1945، فقد امتدت أيديهم إلى حكومات الدول الأوروبية المجاورة، وبرلماناتها، حتى وصلوا إلى البوندستاج الألماني، ولم يسلم جهاز الأمن والقوات المسلحة الألمانية من تبنّي بعض أبنائه الفكر اليميني المتطرف.
وقال المرصد في تقريره: على الرغم من خطورة اليمين المتطرف كما تبيَّن، فإن وسائل الإعلام لا تتناول خطره وجرائمه بشكل مكثف كما تفعل مع المتطرفين ممن ينتسبون إلى الإسلام، وهو ما لاحظه الصحفي البارز “يورجن تودنهوفر”؛ حيث أشار إلى أن جرائم القتل التي قام بها اليمين المتطرف داخل ألمانيا منذ عام 1990 حتى الآن جاوزت الـ200 حالة، في حين بلغ عدد حالات القتل التي قام بها المتطرفون المنتسبون للإسلام في نفس الفترة 14 حالة فقط، ومع هذا فإن تحذيرات الجهات الأمنية من هؤلاء أكثر بكثير من التحذيرات ضد التطرف اليميني.
ولفت المرصد الانتباه إلى حالة المصرية الراحلة مروة الشربيني، المعروفة بشهيدة الحجاب، التي ارتقت في ساحات المحاكم وزوجها، بسبب الصورة النمطية التي شكّلها الإعلام الغربي عن المسلمين في عقول الشعب الألماني.
وقال المرصد: وهكذا يغضّ الإعلام الطرف عن قضايا العداء ضد المسلمين حتى الآن، فيضع عناوين صحفية لا تصف الأحداث بطريقة صحيحة، ويستخدم لغة تظهر أن الاعتداء على المسلمين ليس بسبب دينهم.