زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جهاز الشاباك أحبط 600 عملية للمقاومة الفلسطينية؛ خلال العام الماضي (2018).
وأوضح نتنياهو خلال مشاركته في حفل للشاباك بالقدس المحتلة، الإثنين الماضي، أن الجهاز يجري “أنشطة واسعة النطاق بشكل هائل من أجل إحباط عمليات أخرى”.
وردت حركة “حماس” حينها على هذه التصريحات، على لسان الناطق باسمها، عبد اللطيف القانوع، في بيان صحفي، بأن “إحباط الشاباك لأكثر من 600 عملية كما صرح نتنياهو ما كان ليتم، لولا العلاقة القائمة بين السلطة والاحتلال والعمل المتبادل بينهم، والتنسيق الأمني المتواصل في ملاحقة المقاومة والشباب الثائر”.
وقد صدرت تقارير إسرائيلية تتحدث عن مخاوف لدى الاحتلال من عمليات فدائية تنفذها حماس في الضفة الغربية في أعقاب عملية اختطاف وقتل الجندي دفير شوراك قرب “غوش عتصيون” جنوبي بيت لحم.
واقع الضفة الغربية يدفع للعمليات
وقال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، في حديثه لـ “قدس برس”، إن الاحتلال يهرب من مواجهة حقيقة أن واقع الضفة الغربية يدفع لتنفيذ العمليات الفدائية خصوصًا الفردية ويقلل من دور السلطة الفلسطينية.
وأضاف المدهون: “الاحتلال اليوم يدخل في مواجهة مفتوحة مع الشعب الفلسطيني ككل عبر سياسة هدم البيوت واقتلاع الأراضي وتهويد المقدسات والاعتقال على الحواجز المنتشرة في كل مكان”.
وأشار إلى أن “كل هذه الإجراءات والسياسات الظالمة تستفز الشارع الفلسطيني، مما يؤدي لتصاعد العمليات الفردية والجماعية”.
وأردف: “هناك حالة غضب شديدة في الشارع الفلسطيني، وبالتالي أعتقد أن الكل الفلسطيني الآن مستنفر لمواجهة الاحتلال في الضفة الغربية التي هي ساحة المواجهة القادمة”.
وأوضح أنه مع كل انتخابات إسرائيلية يتطرف الخطاب الصهيوني ويكون هناك حالة مزاودات وتبادل اتهامات داخلية ووعيد بشن عدوان على قطاع غزة والحديث عن إحباط عمليات للمقاومة.
وتابع: “أعتقد أن هذا الأمر يدخل في إطار المناكفات السياسية الداخلية الإسرائيلية والحرب على المقاعد أكثر من كونه حرب حقيقية أو عدوان حقيقي”.
ونوه إلى أن “العدوان اليوم على قطاع غزة ثمنه كبير جدًا، والمعادلة باتت معقدة لدى الاحتلال، وليس من السهل أن يشن أي عدوان واسع على القطاع”.
واستدرك: “رغم ذلك فإن الاحتلال لا يؤمن جانبه والمقاومة الفلسطينية يجب أن تأخذ جانب الحذر والحيطة لأنه بقدر ما تأخذ الحيطة بقدر ما تؤخر الحرب”.
استقبال عباس لوفد إسرائيلي أمر مرفوض
وتطرق المدهون إلى زيارة وفد إسرائيلي يضم حفيدة إسحاق رابين لرام الله والاستقبال الحميمي لها من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووصفها بـ “المرفوضة والمشؤومة”.
واعتبر أنها “تدل على إفلاس الرئيس محمود عباس الذي بدلًا من أن يعزز العلاقة مع القيادة الوطنية ويتواصل مع أسر الشهداء والأسرى فإنه يذهب إلى هذه الأنشطة المستفزة”.
واعتبر أن الرئيس محمود عباس يعيش اليوم عزلة دولية لقلة الدول التي يتعامل معها وعزلة عربية وإقليمية بسبب حالة التطبيع العربي، “فهو لم يعد مرحب به”، وعزلة داخلية وطنية.
ونوه إلى أن هذه “العزلة” جعلت عباس يلجأ لمثل هذه التحركات، “والمؤسف أنه لا يقوم بزيارة أسر الشهداء والجرحى ولا يستقبل أبنائهم في الوقت الذي يتودد كثيرًا لبعض القطاعات الإسرائيلية”.
وشدد على أن هذا أمر لا يصب في صالح القضة الفلسطينية وليس له نتاج سياسي ولكن ربما الرئيس محمود عباس يعيش في دوامة التردد وعدم تحديد البوصلة.
سياسة حماس المقاومة بالضفة الغربية
من جانبه صرّح الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عدنان أبو عامر، بأنه “ليس سرًا أن تسعى حماس لتنفيذ عمليات عسكرية مسلحة في الضفة الغربية، وهذا الأمر لا يحتاج إلى إعلان إسرائيلي أو كشف أمني”.
ونوه عامر في حديث لـ “قدس برس”، إلى أن هناك سياسة معلنة لحركة حماس أن الضفة يجب أن تبقى على صفيح ساخن دائمًا وأن تشكل عوامل طاردة للمستوطنين وجيش الاحتلال.
ولفت النظر إلى أن “حماس تبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك من خلال جهود أمنية وعسكرية وبشرية ومالية وتخطيطية لإخراج العمليات حيز الوجود.
وبيّن: “لقد رأينا ذلك في الشهور الأخير سواء من العمليات الفردية التي ينفذها كوادر من حماس بشكل فردي تلقائي ذاتي أو من خلال خلايا منظمة تتبع للحركة التي ترحب بأي عملية عسكرية للضغط على الاحتلال”.
التنسيق الأمني قائم
واتهم السلطة الفلسطينية بأنها “تلعب دورًا هامًا في إحباط عمليات المقاومة في الضفة”.
واستطرد: “ما قيل عن وقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال كلام للاستهلاك المحلي ومحاولة لاستدراك الضغط الذي تعيشه السلطة بداخل الساحة الفلسطينية وافتقادها للخيارات السياسية”.
وأكد أن “التنسيق الأمني قائم على قدم وساق، والعدو الصهيوني اعترف بذلك وقال لولا هذا التنسيق لما ألقينا القبض على منفذي عملية غوش عتصيون ولا عمليات أخرى سابقة”.
ونوه إلى لقاءات اللجان الاقتصادية وغيرها من اللقاءات التي كان آخرها استقبال وفد إسرائيلي مؤخرًا في مبنى المقاطعة برام الله.
انتخابات الكنيست في سبتمبر استمرار لمثيلتها في أبريل
ورأى أبو عامر أن “انتخابات الكنيست المزمع إجراؤها في سبتمبر المقبل استمرار لانتخابات أبريل الماضي”.
وأضاف: “لكن الحقيقة هناك تنافس انتخابي محموم، إن صح التعبير، وهناك استقطاب حزبي منقطع النظير في ظل استمرار الاستقطاب الحاد جدًا بين الليكود وأزرق أبيض، وإمكانية فقدان نتنياهو لبعض النقاط الانتخابية بسبب موضوعات الفساد، لذلك من الصعب إعطاء تقديرات دقيقة”.
واستدرك: “لكن يمكن لنا أن نقول بكثير من الثقة أن نتائج الانتخابات قد تبدو متشابهة بشكل كبير لما شهدناه في أبريل الماضي”.
وأفاد بأن “التقديرات أن نكون أمام حكومة يمينية صرفة مع ائتلاف يميني منخفض 60 مقعد + 1 أو حكومة وحدة وطنية مع بعض الأحزاب الأخرى وربما خيار ثالث أن يكون هناك حكومة لليكود مع أزرق أبيض من خلال التناوب على رئاسة الحكومة وسيكون من المفاجئ أن يكون أزرق أبيض صاحب الحظ الأكبر ويشكل ائتلافًا حكوميًا”.
وأضاف: “المهم أن هذه الانتخابات لا بد أن يصحبها نوع من التهديدات الجوفاء والوعيد لقطاع غزة لأنهم يعلمون أن غزة تعتبر مؤشرات نجاح أو فشل اليمن الإسرائيلي لذلك تصدر هذه التهديدات من قبل اليمين الحاكم أو من قبل أحزاب المعارضة بالتعامل مع غزة سواء بالتعامل العسكري الصرف أو التعامل عبر صفقة سياسية طويلة الأمد”.
وتوقع أبو عامر، أن نشهد في الأيام القادمة ارتفاعًا في وتيرة التصعيد الكلامية والتهديدية على اعتبار أن ذلك قد يساهم في رفع معدلات هذا الحزب أو ذاك”.