حذر محلل إسرائيلي من أن تسلسل الأحداث في الأيام الأخيرة “لا يترك مجالًا للشك من أن الساحة الفلسطينية تمر في حالة تصعيد واضح وخطير”.
وقال يوآف ليمور في مقال له عبر صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية الصادرة اليوم الأحد، إنه وللمرة الأولى منذ وقت طويل، تواجه إسرائيل مستويات عالية من الانفجار في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف: “ظاهريًا، لا يبدو أن هناك صلة بين الساحتين. فالفلسطيني الذي نفذ عملية الدهس، أمس الأول، في مستوطنة غوش عتصيون (جنوب بيت لحم)، تصرف بمفرده، ولم يتم إرساله من قبل أي منظمة. ربما وجد مصدر إلهام له من الذين قتلوا الجندي دفير شوريك في نفس المنطقة قبل أسبوع”.
وأشار إلى أنه “في خلفية هذا الهجوم (كما في سابقاته)، يمكن على الأقل الشعور بروح حماس. إذ سرعان ما رحبت المنظمة بالهجوم، وحددت أنه كان نتيجة للصراع على الحرم القدسي”.
وتابع: “هذه الهجمات لا تؤدي حاليًا إلى إخراج الشارع الفلسطيني من حالة اللامبالاة. لم تحدث في الضفة الغربية مظاهرات أو زيادة في عمليات رشق الحجارة وقنابل المولوتوف، لكن إسرائيل لا يمكنها تجاهل الزيادة في عدد الهجمات الخطيرة، ولا سيما تأثيرها المعدي”.
ونوه إلى أنه “في هذه المرحلة، تقرر عدم تعزيز القوات في الضفة الغربية، ولكن على الأقل هناك حاجة لزيادة اليقظة الاستخبارية في محاولة لإحباط المزيد من الهجمات”.
واستطرد: “في غزة أيضًا، الشارع معزول عن الأحداث. مظاهرة أمس الأول الجمعة، قرب السياج كانت عادية، دون تواجد عدد غير عادي من المشاركين، لكن إطلاق الصواريخ الليلة قبل الماضية ومساء أمس هو مسألة أخرى”.
ولفت النظر إلى أنه “إذا تم في الجهاز الأمني التعامل مع إطلاق الصاروخ (الذي تم اعتراضه) ليلة الجمعة، على أنه مرة أخرى عمل من قبل متمردين وخائبي الأمل، تمامًا مثل محاولات اختراق السياج التي أُحبطت في الأسابيع الأخيرة، فإن إطلاق الصواريخ الليلة الماضية على مستوطنة سديروت، لم يعد مسألة يمكن عزوها إلى مجنون الحي”.
وادعى: “إسرائيل لا تريد خوض حرب في قطاع غزة لجميع الأسباب في العالم. حماس تفهم هذا، ومثلما حدث عشية الحملة الانتخابية السابقة في أبريل، تحاول الاستفادة من الوضع لصالحها”.
وزعم أن حماس “تنشغل بنبش عميق في الضفة الغربية، تدعو الجماهير إلى النزول للشوارع وشن هجمات، وتوجه وتمول الخلايا للقيام بعمليات فورية. ومن جهة أخرى، تواصل اللعبة المألوفة في رفع وتخفيض ألسنة اللهب في غزة”.
ورأى الكاتب الإسرائيلي: “لن تتجاوز إسرائيل في إطلاق النار على سديروت، تمامًا كما فعلت أمس الأول. ومع ذلك، فهي مطالبة الآن بالمشاركة في لعبة أكثر تعقيدًا من لعبة كرة الطاولة النارية”.
وبيّن: “إذا وجهت ضربة ضعيفة جدًا، فسوف تفهم حماس الضعف جيدًا وتواصل الضغط من أجل الحصول على تنازلات. وإذا ضربت بشدة، فقد ينتهي الأمر بجولة قتال غير مخطط لها، والتي يمكن أن تسبب تصعيدًا ليس فقط في الجنوب ولكن أيضًا في الضفة الغربية”.
واعتبر أن “الالتزام الأول والوحيد من جانب الحكومة الإسرائيلية والجيش هو لمستوطني الجنوب. واقع عودة الصواريخ بالتنقيط إلى غلاف غزة أمر غير مقبول، ويجب اجتثاثه على الفور، حتى لو كان ذلك على حساب التصعيد رغم كل مخاطره”.
وقال إنه “إذا فرض على إسرائيل القتال في غزة، سيكون من الأفضل حدوث ذلك أثناء تواجد الأطفال في عطلتهم الصيفية حيث يمكن إجلاء المستوطنين بسهولة، وفي وقت تعتبر فيه الظروف التشغيلية مواتية نسبيًا لقوات الجيش”.
واستدرك: “من المستحسن، بالطبع، أن تنجح إسرائيل بتهدئة الساحة الجنوبية (غزة) دون أن تتورط في حرب واسعة، كما فعلت عدة مرات في الأشهر الثمانية عشر الماضية، ويمكن أيضًا منح حبل للوسطاء المصريين ومبعوثي الأمم المتحدة”.