العادات هي سلوكيات لا إرادية نفعلها بشكل تلقائي غير واعٍ، وتشكّل جزءاً من هويتنا، وتكمن خطورة تأثيرها في أننا قد لا نلاحظها، بالرغم من وجودها الدائم في سلوكياتنا، وتأثيرها على شخصياتنا.
والعادات نوعان: جيدة، وسيئة.
أما الجيد أو الصالح من عاداتنا فيساعدنا في بناء شخصيات إيجابية، وأما السيئ والطالح من عاداتنا فيدمرنا ببطء.
وفي هذا المقال سنتحدث عن عشر عادات من النوع الثاني –السيئ– على أمل التخلص منها، أو تجنّب الوصول إلى آثارها ونتائجها المؤذية؛ لأن العادات العشر التي سنتحدث عنها تتسبب في تثبيط محاولات النجاح، والبقاء في فلك التراجع؛ لأنها تقف عقبة في طريقنا إلى الإنجاز على الدوام، بالذات إذا ترك لها العنان ولم نحاول السيطرة عليها وتجنّبها، فسوف تخرّب كل جهودنا المبذولة لتحسين أنفسنا، ولذلك كان من المهم أن نعرفها ونتعلم كيفية تجنبها.
العادات العشر السيئة الأكثر شيوعاً، والتي تمنع الناس عن النجاح:
1- الكسل:
إحدى العادات السيئة بل أهم العادات السيئة التي تشل رغبة الإنسان في النجاح، وانعدام الرغبة في العمل وتأدية المهمات والواجبات، إما بسبب القلق والنفور أو كره بذل المجهود.
والكسول إنسان مصابٌ بالتسويف، كما أنه غير مخلص في أداء عمله؛ لأنه يعمله مضطراً وليس محباً وراغباً في النجاح .
تخلّص من الكسل لكي تنجح، فمع الكسل لن تنجز شيئاً على الإطلاق!
2- المبالغة في الاهتمام بما يعتقد الآخرون عنك، لدرجة تؤثر في صناعة قرارك:
الإنسان كائن اجتماعي بفطرته وطبعه؛ ولذلك فهو يهتم بآراء الآخرين وما يفكرون به عنه، إلا أن ذلك قد يدمره –للأسف– فهو يؤثر على القرارات التي يتخذها؛ لأنه يريد أن يبدو ناجحاً بينهم!
لكي تنجح: تمسّك بغريزة الثقة بالنفس، وإن كان ما تراه في ذاتك وتؤمن به في نفسك يبدو مختلفاً تماماً عمّا يأمله والداك، ويعتقد به أصدقاؤك ومجتمعك.
3- الاعتذار المفرط:
كثرة الاعتذار هي واحدة من أهم العادات السلبية التي تدمر النجاح، وتجعلك تبدو غير كفء في العمل، مما يدفع بالمديرين والزملاء للنظر إليك بدونية، وقلة احترام، وهذا سبب مباشر لكي تظل في مكانك فلا تنجح ولا تترقى في عملك.
توقف عن الاعتذار أكثر من اللازم، كن أكثر ثقة بنفسك، وإذا ارتكبت خطأً يستحق، فقل: آسف… وأنهِ الأمر.
4- الافتراضات السلبية وغير المنطقية:
إحدى العادات السلبية التي تعوق النجاح، فمن يفترض دوماً أن أحلامه وأهدافه غير قابلة للتحقيق، أو أن أفكاره مرفوضة، أو أن الآخرين لا يحبونه، فلن ينجح يوماً.
لكي تستطيع تحقيق النجاح، تغلّب على تلك العادة السيئة، تفاءل قليلاً، حلل الافتراضات وفكر فيها بعمق واعتمد على الحقائق والمعلومات في استخلاص النتائج.
5- أنت تتقبل عملك، ولا تحبّه:
حين تتعامل مع عملك على أساس أنه واقع ولقمة عيش فلن تتطور إطلاقاً، ولن تترقى، ولن تتحرك مقدار شعرة –ربما– كما لن يتغير مستوى مهاراتك، لذلك فانتبه لهذه النقطة التي قد تكون سبب إعاقتك عن النجاح.
عليك أن تحبّ وظيفتك بما يكفي لتحمل المخاطرة، وتطوير نفسك كما يجب وتحدي نفسك لإطلاق العنان لإمكاناتك وقدراتك؛ لأجل تحقيق النجاح الذي تتمناه.
6- اعتقادك بأنك لن تستطيع تحقيق حلمك:
ومثل الفرضيات المبالغ بها وغير المنطقية، الكثيرون منا لا يصدقون أحلامهم وهذه عادة سيئة شائعة جداً، حين لا يثق أحدنا بأن بإمكانه تحقيق حلمه، فلن يحققه، وإذا استمع للأصوات السلبية التي تدور في رأسه، سيتخلى عن حلمه تماماً!
حارب تلك العادة بكل ما تستطيع من قوة، وأسس لنفسك طقوساً يومية تضعك على درب النجاح في تحقيق حلمك.
7- الحسد:
من ينظر إلى نجاحات الآخرين ويفكر في أنه يريدها لنفسه، فهو يمارس تلك العادة السيئة (الحسد) بدلاً من دفع نفسه لمواكبتهم وتحقيق نجاحه الخاص، وإن كان الحسد عادة غير إرادية فإن من واجبك السيطرة عليها، والتحكم بها.
اضبط بوصلتك؛ لكي تقترب من أهدافك أكثر، لا تحسد الآخرين، تشجه من نجاحاتهم، خذ منها الطاقة التي تلزمك، واسمح لها أن تلهمك، وستكون واحداً منهم قريباً جداً.
8- لوم الآخرين على تقصيرك وإخفاقك:
إذا لم تسر الأمور كما أردت فلا تلم غيرك، إلقاء اللوم على الآخرين والظروف سهل وقد يشعرك بالراحة والسلام، لكنه لن يحقق النجاح؛ لأنك في الحين الذي ألقيت اللوم فيه على الآخرين، والظروف، ستجد أناساً في ظروف تشبه ظروفك وبيئتك –وربما أسوأ– لكنهم حققوا النجاح وصنعوا الفرصة.
تحكّم في كل شيء من حولك بتطويع إمكاناتك وإرادتك القوية للتغلب على الظرف والإحباطات المختلفة؛ فهكذا ستهزم تلك العادة السيئة وتستمتع بنجاحك.
9- التقليل من قيمة إنجازات الآخرين:
عادة سيئة أخرى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحسد؛ لأنها تعمل عمله وكأنك تنظر إليه على أساس أنه لا يستحق هذا النجاح وأنك أحق منه به، وكأنه لم يعمل بجد ليحققه، وبالإضافة إلى سوء هذه العادة فهي تدخل في نطاق قلة احترام الآخرين وهذا يضرك ويظهر عيوب شخصيتك.
ضع نفسك مكان هذا الشخص وتساءل: هل ستكون سعيداً إذا تفّه الآخرون نجاحك الذي اجتهدت لأجل تحقيقه، بالطبع لا، لذلك تجنّب تلك العادة السيئة، وغير المحترمة، واحتفل مع من حولك بنجاحاتهم؛ لأن ذلك يساعدك على توليد طاقة إيجابية لنفسك، تقودك إلى النجاح.
10- القبول بأي مشروع يعرض عليك:
إن كنت لا تعلم… ذلك يعني أنك غير محدد، ولا تعرف هدفك، إذا كنت تجد نفسك متحمساً دوماً للبدء بفكرة جديدة، ودخول مشاريع جديدة بدون الحاجة إليها ودراسة وضعك كما يجب، فأنت تعاني من تلك العادة السلبية؛ لأنك سترهق، تحبط، ولن ترضى عن عملك وإنجازك.
اكسر هذه العادة بقول “لا” كرد طبيعي من حقك على أي مشروع لست بحاجة إليه، واختر ما يمكنك التعامل معه وإدارته وإكماله فقط؛ لأن ذلك سيساعدك على إكمال مشاريعك بنجاح.
__________________
المصدر: “بصائر تربوية”.