يبدو أن محادثات السلام بين أفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية تسير في وضعها الصحيح… لكن هل سيلتزم الطرفان باتفاق السلام؟.
كانت محادثات ميونيخ في ألمانيا، تشير إلى اتفاق بين حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة، خلال أيام، وبذلك قد ينهي دونالد ترامب أطول حرب لبلاده.
اتفاق السلام بين أمريكا وأفغانستان من المؤكد حتما أنه سيشفع لترامب لدى خوضه الانتخابات الرئاسية، لا سيما أنه بذلك سيكون قد وفّى بوعوده بشأن إعادة الجنود الأمريكيين إلى ديارهم.
الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني
وفي خضم هذه التحولات، كان الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، قد أعلن استعداده لتقليص الوجود الأمريكي ببلاده.
وأوضح على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني: “نحن مستعدون لذلك، حوالي 94% من العمليات، تنفذها القوات الأفغانية”.
صحيفة نيويوزك تايمز الأمريكية، سلطت الضوء على محادثات السلام بين حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة.
وتحت عنوان: «محادثات السلام تسير للأمام رغم قتل جندي أفغاني لأمريكيين»..
وتساءلت الصحيفة: هل هذه المرة بعد مقتل أمريكيين على يد جندي أفغاني، لن ينسحب ترامب من اتفاق السلام، وهل السلام هو السبيل الوحيد لإنهاء عمليات القتل؟!.
الرئيس الأمريكي وقف وسط رذاذ الضباب في مطار قاعدة دوفر الجوية، لاستقبال رفات آخر ضحيتين عائدتين من افغانستان إلى الوطن، هكذا وصف الصحيفة الموقف.
ترامب يستقبل جثماني الرقيبين اللذين قتلا في أفغانستان
ومضت الصحيفة تقول إن صرخات أرملة الرقيب خافيير جوتيريز الشابة كسرت حاجز الصمت في المشهد البائس.
وبينما تسير الأرملة نحو جثمان زوجها، الذي يحمله 6 جنود أمريكيين على حامل معدني لدى هبوطه من الطائرة، برفقة زميله الرقيب أنطونيو ر رودريغيز، وسماعها النداء باسم زوجها مرارا.. تصرخ بصوت عالٍ «لا!»
وأعطى ترامب الضوء الأخضر للدبلوماسيين الأمريكيين، للبدء في اتفاق سلام مع طالبان من شأنه أن يسفر عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وربما بداية نهاية أطول حرب للولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إن هذه الحرب كان يطلق عليها “حرب الضرورة”، عندما قام الجنود الأمريكيون بغزو أفغانستان في عام 2001 – على خلفية هجمات 11 سبتمبر على القاعدة الأمريكية – ومن ثم الإطاحة بحكومة طالبان القمعية، ولاقى ذلك ترحيبا كبيرا من المجتمع الأفغاني.
ومنذ ذلك الحين، وجه بعض الجنود الأفغان أسلحتهم إلى صدور أفراد الخدمة الأمريكية، واعتبروهم غزاة بدلاً من شركاء.
ولفتت الصحيفة إلى الولايات المتحدة هي من تدفع راتب الجندي الأفغاني الذي أطلق النيران على الجنديين الأمريكيين بل وتنفق على تسليحه أيضا برشاش طراز M249.
وخلفت الحرب الأمريكية في أفغانستان نحو 3500 قتيل من الأمريكيين وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وفقا مسؤولين كبار.
الجنديان الأمريكيان اللذان قتلا في أفغانستان الرقيب خافيير جوتيريز والرقيب أنطونيو ر رودريغيز
وقُتل أكثر من 150 جندي في مثل هذه الهجمات التي يطلق “هجمات أخضر على أزرق” أو الخضراء المُزرقة – وهي هجمات مدمرة جدًا للمهمة الأمريكية.
وقُتل أكثر من 150 جندي في مثل هذه الهجمات التي يطلق “هجمات أخضر على أزرق” أو الخضراء المُزرقة – وهي هجمات مدمرة جدًا للمهمة الأمريكية.
وتأمل الولايات المتحدة في جدية طالبان في المفاوضات حول السلام.
ويخشى العديد من المحللين الأمريكيين من أن الرئيس ترامب، لأسباب سياسية خاصة به، يتعجل في خروج القوات الأمريكية.
وأثار خبير الدفاع الأمريكي المخضرم توني كوردسمان، في وقت سابق المخاوف من أن “السلام” الذي يبحث عنه الرئيس ترامب قد يكون على الطريقة “الفيتنامية.
داعش في الصورة
وكانت صحيفة التايمز قد نشرت مقالا تحت عنوان «متشددو طالبان يفضلون اللجوء لـ “داعش” على عقد صفقة سلام مع أمريكا».
وعلقت الصحيفة على تخوفات من انقسامات داخل حركة طالبان، إذ يستعد آلاف المقاتلين للانشقاق إلى داعش بسبب محادثات السلام التي تجريها الحركة مع الولايات المتحدة بحسب مصر العربية.