تحقق قوات الحكومة الليبية، انتصارات سريعة ومفاجئة باتجاه السيطرة على مدينة ترهونة، آخر المعاقل الرئيسية للواء المتقاعد خليفة حفتر، بمدن غلاف العاصمة طرابلس.
وأدى هجوم عملية “عاصفة السلام” التي أطلقتها قوات حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، إلى اختلال توازن مليشيات حفتر في بعض محاور طرابلس، وتراجعها في محور الطويشة، غرب المطار القديم (25 كلم جنوبي طرابلس) وهو ما يؤشر على بداية تداعي مشروع اللواء المتقاعد بالكامل في المنطقة الغربية.
ففي صباح السبت، تحركت قوات الوفاق من 7 محاور نحو الحدود الإدارية لترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، لتطويق المدينة من جميع الجهات، شمالا وشرقا ومن الجنوب الغربي.
ورافق هذا التحرك غارات لطائرات الوفاق المسيرة، استهدفت مواقع لمليشيات الكانيات (اللواء التاسع) التي تحمي المدينة، تمهيدا لتقدم القوات البرية.
وسيطرت قوات الوفاق خلال الساعات الأولى من الهجوم، على معسكر للكانيات بمنطقة الحواتم، شمال ترهونة، وأسرت أكثر من 100مسلح، ودمرت 3 آليات واستولت على آلية مسلحة، بالإضافة إلى ذخائر، بحسب قوات الوفاق.
وتتركز المعارك الرئيسية حاليا في محور جنوب مدينة القره بوللي (50 كلم شرق طرابلس)، ومحاور الزطارنة والقويعة والرواجح شرقي طرابلس، باتجاه الحدود الإدارية الشمالية لترهونة.
كما تحركت قوات الوفاق من مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، باتجاه مدخل ترهونة بالجنوب الغربي، وأعلنت سيطرتها على بوابة الويف (حاجز عسكري)، الواقع بين ترهونة وبلدة العربان الموالية لحفتر.
وفي محور الطويشة، قال ناشطون إعلاميون في قوات الوفاق، إنهم حققوا تقدمات جيدة في هذا المحور ويتحركون نحو بلدة سوق السبت (جنوب المطار القديم/ 30 كلم جنوب طرابلس)، لقطع الطريق بين حي قصر بن غشير (25 كلم حنوبي طرابلس) وبلدة السبيعة (45 كلم جنوب طرابلس).
كما أدى الهجوم على ترهونة، إلى اختلال توازن مليشيات حفتر في المحاور المتقدمة جنوبي طرابلس على غرار صلاح الدين، ومشروع الهضبة.
حيث ذكر ناشطون تابعون للوفاق، على صفحاتهم بفيسبوك، تقدم قواتهم بمحوري صلاح الدين ومشروع الهضبة، وانسحاب جزء من مليشيات حفتر ومرتزقته من محور عين زارة جنوبي طرابلس نحو ترهونة لتعزيز دفاعاتها.
وتحاول مليشيات حفتر تركيز هجماتها الصاروخية حاليا على مطار معيتيقة بطرابلس، لمنع طائرات الوفاق من استهداف ترهونة، متجاهلة أن قوات عملية “عاصفة السلام”، لديها عدة خيارات.
ويلعب سلاح الجو الدور الأبرز في إضعاف مقاومة مليشيات حفتر، وتشتيت عناصرها بمحاور القتال، كما ينتظر وقوع انتفاضة لشباب ترهونة داخل المدينة بمجرد وصول قوات الوفاق إلى بواباتها الرئيسية.
ويوجد أغلب عناصر مليشيا الكانيات في المحاور الجنوبية لطرابلس خاصة بعين زارة والقويعة والزطارنة وصلاح الدين ومحاور المطار القديم، وأي انسحاب من هذه المحاور للدفاع عن مدينتهم سيؤدي إلى سقوطها في يد قوات الوفاق وتضعضع هجوم حفتر بالكامل على طرابلس.
وتعتبر ترهونة، مدينة استراتيجية لحفتر، فهي نقطة الارتكاز الرئيسية لمليشياته في هجومها على طرابلس، ومنها تنطلق الإمدادات بالأسلحة والذخائر والوقود القادمة من قاعدة الجفرة الجوية إلى جبهات القتال في العاصمة،
كما أن ترهونة تمثل الخزان البشري الرئيسي لمليشيات حفتر في المنطقة الغربية، بفضل مليشيات الكانيات، التي تمثل رأس حربة العدوان على طرابلس بحكم معرفتها الجيدة لأرض المعركة.
لكن ترهونة أصبحت معزولة، خاصة بعد تحرير مدن غريان (100 كلم جنوب طرابلس) في 26 يونيو/حزيران 2019، وصرمان وصبراتة (60 و70 كلم غرب طرابلس)، فضلا عن قطع طائرات الوفاق لخطوط إمدادها القادمة عبر مدينة بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس)