من اعتقال “ذي القرنين” والاستنفار الأمني إلى كشف خطة لبيع حاسوب نانسي بيلوسي للمخابرات الروسية، تتسارع التطورات السياسية والأمنية في واشنطن قبل يومين فقط من انتهاء حقبة دونالد ترمب وتنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة.
وبينما يحبس العالم أنفاسه في انتظار رؤية إدارة جديدة بالبيت الأبيض، يتصاعد القلق في واشنطن من احتمال أن تصاحب هذا التغيير مشكلات أمنية تضرب استقرار أقوى دولة على مستوى العالم.
وفيما يلي أبرز التطورات الأخيرة في الولايات المتحدة:
1- واشنطن تحولت إلى ثكنة عسكرية وتحذيرات خطيرة من الـ”إف بي آي”:
حذّر مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) ووكالات اتحادية أخرى من احتمال وقوع أعمال عنف قبل موعد التنصيب، إذ يتطلع المتعصبون البيض وغيرهم من المتطرفين إلى استغلال الإحباط بين مؤيدي ترمب الذين صدقوا الأكاذيب حول تزوير الانتخابات.
وقد فرضت السلطات الأمريكية طوقاً أمنياً على العاصمة واشنطن، وذلك ضمن إجراءات تأمين تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وبحسب قناة “الجزيرة”، فإن السلطات الأمنية أغلقت العديد من الأحياء والشوارع الرئيسة، ونشرت آلافاً من أفراد الحرس الوطني والشرطة والخدمة السرية، وذلك بعد كشف مكتب التحقيقات الفدرالي عن بدء تحقيق بشأن دور أجنبي محتمل في دعم وتمويل الهجوم على الكونغرس.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن مكتب التحقيقات الفدرالي سيقوم بفحص قوات الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، خوفاً من هجوم داخلي أثناء تنصيب بايدن.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين في وزارة الدفاع أن البنتاغون قلق من هجوم داخلي، أو تهديد من طرف أفراد على صلة بتأمين مراسم التنصيب، وقالت: إن وزير الجيش الأمريكي أمر قادة الجيش بالانتباه إلى أي مشكلة قد تحدث في صفوف قواتهم مع اقتراب موعد التنصيب.
وأعرب رون كلين، كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة بايدن، عن قلقه من التهديدات الأمنية التي قد تصاحب حفل التنصيب، إلا أنه أبدى ثقته بقدرة الأجهزة الأمنية على تأمين الحفل.
وقال كلين، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”: إن الفريق الانتقالي لبايدن يتلقى إحاطات من قبل الإدارة الحالية بشأن التهديدات المحتملة.
وأضاف: أظهرت الأسابيع الأخيرة مدى الأضرار اللاحقة بروح الولايات المتحدة وأهمية إصلاحها وسيبدأ هذا العمل الأربعاء، وقال: “إننا نرث فوضى كبيرة لكن لدينا خطة لإصلاح الوضع”.
2- مسؤول كبير في قبضة الأمن:
أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) اعتقل مسؤولاً بولاية نيو مكسيكو قرب مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن على صلة باقتحام الكونغرس، وذلك ضمن حملة اعتقالات لمتورطين في أحداث اقتحام الكونغرس، بالتزامن مع أنباء عن صدور عفو رئاسي عن بعض أولئك المتورطين.
وأوضحت وسائل الإعلام أن المسؤول يدعى كوي غريفين، وهو مفوض بالولاية، وقد تعهد بالعودة إلى واشنطن مدججاً بالسلاح للاحتجاج على تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، الأربعاء المقبل.
وقال مراسل “الجزيرة” في واشنطن محمد الأحمد: إن غريفين يترأس مجموعة تسمى “الكاوبويز من أجل ترمب” (Cowboys for Trump)، وشوهد في أحد مقاطع الفيديو يتحدث صراحة عن دوره في تلك الأحداث، ويهدد بتسيير مظاهرة مسلحة مؤيدة لمبدأ حمل السلاح، وبإراقة الدماء في يوم تنصيب بايدن.
3- اعتقال “ذي القرنين”:
كما ذكر المراسل أن السلطات الأمريكية اعتقلت الشخص المتداولة صورته في وسائل الإعلام وهو يرتدي فروة جاموس ويضع قرنين على رأسه، ويدعى جيك آنجلي، بالإضافة إلى عناصر آخرين، وذلك في إطار حملة اعتقالات مستمرة لمتورطين في اقتحام الكونغرس.
وكانت شرطة العاصمة واشنطن قد أعلنت، في وقت سابق، أنها أوقفت شاباً من ولاية فرجينيا، فجر الأحد، قرب حاجز تفتيش، لحيازته سلاحا وذخيرة حية دون رخصة.
4- انتشار أمني كثيف في مختلف الولايات:
احتج مؤيدون لترمب أمام مباني الكونغرس المحلية بأنحاء البلاد وسط المخاوف من أعمال عنف.
وعبأت أكثر من 12 ولاية حرسها الوطني للمساعدة في تأمين أبنية الكونغرس، في أعقاب تحذيرات أمنية من احتجاجات مسلحة لمتطرفين يمينيين ممن شجعهم الهجوم الدامي على مبنى الكونغرس بواشنطن، في 6 يناير الجاري.
وفي وقت سابق، قال حاكم ولاية إيلينوي، جيه.بي: بعد الحصار المفروض على مبنى الكونغرس في ولايتنا والتقارير عن التهديدات الموجهة لعواصم الولايات، قررت حشد كل الموارد لحماية سكاننا والعملية الديمقراطية”، مضيفا أنه بصدد تعبئة شرطة الولاية وحرسها الوطني لحماية العاصمة سبرينغفيلد.
كما أن عواصم الولايات المتأرجحة، التي قال ترمب: إنها شهدت تزويراً لنتائج الانتخابات، في حالة تأهب قصوى بشكل خاص.
وفي لانسينغ بولاية ميشيغان، وضعت قوات الأمن متاريس لإغلاق الشوارع المحيطة بمبنى كونغرس الولاية.
5- حاسوب بيلوسي والمخابرات الروسية:
قالت مجلة “بوليتيكو”: إن مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق في أدلة لديه حول امرأة شاركت في اقتحام الكونغرس وسرقت حاسوباً محمولاً من مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وتعتزم بيعه للروس.
وبحسب “البوليتيكو”، فإن هذه المعلومات وردت في إفادة خطية كتبتها سلطات إنفاذ القانون في مدينة هاريسبرغ بولاية بنسلفانيا، مساء الأحد، تصف فيها القضية الجنائية المرفوعة ضد امرأة تدعى رايلي وليامز، شوهدت في عدة لقطات أمام مكتب نانسي بيلوسي خلال اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير الجاري.
ووفقاً للإفادة الخطية، فقد أدلى شاهد تحدث إلى السلطات الفدرالية بمعلومات تقول: إن وليامز كانت تعتزم إرسال جهاز الحاسوب الذي سرقته من مكتب نانسي بيلوسي إلى صديق لها في روسيا، بقصد بيعه إلى وكالة المخابرات الروسية الخارجية (SVR).
هذا، ولا يزال مكتب التحقيقات الفدرالي يبحث عن وليامز المتوارية عن الأنظار، في حين أكدت والدتها أن ابنتها حزمت أمتعتها وغادرت المنزل دون أن تحدد وِجهتها.
6- قرارات ترمب الأخيرة:
من جهته، حذّر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من إصدار عفو من قِبَل الرئيس ترمب عن الذين اقتحموا الكونغرس في السادس من الشهر الجاري، معتبرا ذلك خطأ.
وقال غراهام، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”: إنه سيحضر حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر قولها: إن ترمب لا يعتزم إصدار عفو عن نفسه، لكنه يخطط لإصدار عفو عن نحو 100 من المدانين غداً.
وقالت إن اجتماعا عقد في البيت الأبيض لوضع لمسات أخيرة على قائمة الأشخاص الذين سيشملهم عفو ترمب، وأشارت إلى أن عددا من مستشاريه المقربين حذروه من منح عفو لأي شخص متورط في أحداث اقتحام مبنى الكونغرس.
7- الملاحقة العاجلة:
ومن المتوقع أن تبدأ محاكمة دونالد ترمب بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه.
ويتهم الديمقراطيون ترمب بـ”التحريض على تمرد” أنصار له واقتحامهم الكابيتول في 6 يناير الجاري، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى.
وقال جيمي راسكين، أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس، الأحد: إن دونالد ترمب ارتكب “الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة”.