في محاولة للحصول على ابتسامة المشاهير يقصد عشرات الشباب الصوماليين يومياً عيادات الأسنان السورية التي انتشرت بشكل كبير في العاصمة مقديشو متنافسة مع نظيراتها المحلية.
وتنتشر عيادات الأسنان ولوحاتها الإعلانية بكثرة على طول الشوارع المزدحمة في العاصمة مقديشو، بعد توافد الأطباء السوريين للصومال من أجل العمل في مجالات طبية مختلفة.
وبحسب تقديرات طبية فإن الشباب هم أكثر الفئات تردداً على عيادات الأسنان السورية بهدف تحسين مظهر أسنانهم.
-عيادات سورية في قلب العاصمة
“نيو ناشينول” عيادة طب أسنان سورية في قلب مقديشو، تستقبل يوميا عشرات الزبائن لتقديم خدمات تجميل الأسنان كالتقويم والحشو والخلع والتبييض إلى جانب نصائح طبية حول سلامة الأسنان من التسوس والأمراض.
يقول الدكتور أحمد الزوبعي ابن مدينة درعا للأناضول، إن قدومه للصومال كان نتيجة البحث عن فرص العمل وحياة أفضل بعد استحالتها في سوريا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وأضاف أنه من خلال 4 سنوات عمل في الصومال عرف الوجه الآخر للبلد غير الذي يربط اسمه بالمجاعة والدمار والتخلف، مشيرا أن الشعب الصومالي طيب غير عنصري يكن الاحترام للشعب السوري، كما أن بلادهم تشهد طفرة عمرانية نتيجة التحسن الأمني.
وقال الزوبعي إن عيادته تستقبل يوميا ما بين 40 و50 شخصا أغلبهم من فئة الشباب، مشيرا أن معظمهم يعانون من مشاكل بروز الفك العلوي وسوء رص الأسنان ما يجعلها عرضة للكسور.
وأشار أن دوافع فئة الشباب لتجربة تجميل الأسنان تختلف من شخص لآخر، إما لرغبة شخصية أو غير راض من منظر الأسنان أو الإقبال على الزواج وأحيانا من أجل الحصول على ابتسامة المشاهير.
وبحسب الزوبعي، فإن أسعار الخدمات التي تقدمها عيادته ليست ثابتة ولها صلة بطبيعة العمل وحسب طلب الزبون، حيث تتراوح تكلفة الخلع ما بين 10و 20 دولارا، والتركيب ما بين 40 و50 دولارا فيما تصل قيمة الحشوة ما بين 20 و40 دولارا وتصل أسعار خدمات أخرى أكثر من ذلك.
-حلم الزواج
محمد الأمين واحد من مراجعي عيادة نيو ناشينول من أجل ضبط موعد مع الطبيب الزوبعي لإطلاعه على حالة أسنانه العلوية التي يفترض أن تستعيد شكلها الجمالي قبل أن يأتي موعد زفافه بعد عام ونصف وفق خطته .
يقول محمد الأمين للأناضول، بعد تجارب ناجحة لبعص أصدقائي الذين سبقوني في عيادات الأسنان السوريين شجعوني على خوض تجربة تجميل الأسنان، حيث أعاني من بروز أسنان الفك العلوي.
وقال إن هذا العمل يتطلب الخبرة والتميز والدقة، وتوافد الأطباء السوريين زاد اهتمام الشباب لتجميل أسنانهم وإن اختلفت الدوافع.
ونتيجة ازدياد عيادات طب الأسنان في مقديشو، بدأت العيادات بالتنافس على استقطاب الزوار ما مكن جميع طبقات المجتمع من خوض تجربة تجميل الأسنان في مستوياتها المختلفة وبأسعار منخفضة.
-الابتسامة المثالية
في صالة الانتظار لعيادة نيو ناشينول، تنتطر فتيات دورهن من أجل الحصول على ابتسامة متميزة للتغلب على الشعور بالإحراج عند الضحك نتيجة خلل في رص الأسنان.
“الحصول على ابتسامة مثالية حلم يراود الكثير من الفتيات” بهذه العبارة تستهل صفية عبد الرزاق حديثها مع الأناضول قائلة “الابتسامة هي ما يلاحظه الغير قبل كل شيء من المظهر الخارجي ولهذا يجب على الفتيات العناية به”.
وتابعت أنها بحثت عن ابتسامة هوليودية لكن هذه الموضة لم تتوفر في البلاد بعد، واكتفيت بالتبيض فقط.
وحسبما أكد الدكتور الزوبعي، فإن أدوات ابتسامة هوليود ليست متوفرة في الصومال، لكن قد يوجد نوع آخر غير حقيقي لأن النوع الحقيقي مكلف جدا وقد لا يطاق ماديا لكثير من الشباب.
وبحسب الدكتور عبدالله يوسف عضو اتحاد الأطباء الصوماليين فإن توافد المهنيين الصحيين السوريين للصومال نتيجة نقص الأطباء المختصين في مجالات طب الأسنان، وجراحة العظام، والجراحة العامة، والتوليد، وأمراض النساء، والمسالك البولية.
وبحسب إحصائيات غير رسمية فإن ألفا من المهنيين الصحيين السوريين يعملون في الصومال.