تنتهج سلطات الاحتلال في الضفة الغربية سياسة تعطيش الفلسطينيين من خلال السيطرة على كافة الموارد المائية الطبيعية، من ضمنها الحوض الغربي أغنى الأحواض المائية في فلسطين.
وتعاني التجمعات الفلسطينية من شح المياه للشرب وللري، وفي محافظة سلفيت التي أصبحت نموذجاً لسياسة التعطيش، تفاقمت الأزمة المائية ليصلها من الجانب الصهيوني ما نسبته 30% فقط من حصتها من المياه.
سياسة تعطيش وسرقة المياه
يقول الخبير في شؤون الاستيطان محمد عواد: تعداد مدينة سلفيت يزيد على 15 ألف مواطن، وتقع على أغنى حوض مائي في فلسطين وهو الحوض الغربي، ومع ذلك تعاني من سياسة التعطيش التي لها آثار قاتلة على كل مقومات الحياة في المدينة والقرى المجاورة.
ويضيف عواد أن شركة ميكروت “الإسرائيلية” التي تسرق مياهنا وتبيعها لنا، تخفض عنا الكمية اليومية في أوقات الحر الشديد حتى تغطي النقص في مستوطنة أريئيل والمستوطنات المجاورة، مشيراً إلى أن حصة سلفيت اليومية تصل إلى 80 كوباً في الساعة بمجموع ما يقارب الـ2200 كوب يصل منها أقل من 30% في أوقات الذروة والحاجة للمياه، من أجل تأمين المياه للمستوطنين.
آثار مدمرة
وشرح عواد عن الآثار الناجمة عن عملية التخفيض لكميات المياه قائلاً: هذه الآثار متنوعة، فسلفيت تحرم جميع مؤسساتها من مشافٍ ومصانع وحضانات أطفال ومساجد من هذه المياه في وقت الذروة، وعلى صعيد الزراعة، تتلف المزروعات وخصوصاً في الدفيئات الزراعية، ويحاول أهالي سلفيت تأمين جزء من المياه عن طريق الصهاريج، متحملين أعباء مالية باهظة من شراء للمياه وتكاليف نقلها من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إجراءات مواجهة
وعن الإجراءات في مواجهة سياسة التعطيش بحق أهالي سلفيت، قال عواد: قمنا بمخاطبة شركة المياه “الإسرائيلية” من خلال الارتباط الفلسطيني، مطالبين بعدم التعامل مع سلفيت والقرى المجاورة بسياسة التعطيش المدمرة.
وأشار إلى مخاطبة السفارات الفلسطينية في العالم من أجل فضح الاحتلال في كيفية تعامله مع قضية المياه وتوزيعها بين المستوطن المستعمر الذي صادر الأرض وصاحب الأرض المحروم من مياه أرضه ووطنه.
وأكد عواد أن الاحتلال أقام آباراً لسرقة المياه وتباع لنا المياه بأثمان مرتفعة تصل إلى 3 شواقل للكوب الواحد، ومع ذلك نحرم منها.
أزمة متفاقمة
من جانبه، أكد الباحث في شؤون البيئة أشرف زهد أن واقع المياه في محافظة سلفيت متفاقم بسبب سرقة الاحتلال لمياه الحوض الغربي بنسبة 95%.
وأشار زهد إلى أن “إسرائيل” تسرق 5 ملايين متر مكعب من الحوض الغربي، لا نأخذ منها سوى 5%.
وأوضح أن ما يميز مياه الحوض الغربي أنها نقية وذات جودة عالية، وهو يشكل لدولة الاحتلال أمناً إستراتيجياً مائياً، لافتاً إلى أن 35% من أمن “إسرائيل” المائي يتم أخذه من هذا الحوض.
التأثير على جودة المياه
وأشار زهد إلى أن تخفيض الكمية ليوم واحد عن مدينة مثل سلفيت يجعل الطواقم الفنية في البلدية العمل أسبوعاً كاملاً للتقليل من آثار التخفيض المفاجئ.
ولفت زهد إلى أن مياه الينابيع في سلفيت محدودة، ويتم خلط مياه الينابيع مع مياه شركة ميكروت كي يتم خفض نسبة النيترات التي تكون في مياه الينابيع مركزة، وتخفيض كمية المياه من شركة ميكروت يزيد من هذه النسبة في مياه الشرب ويؤثر على جودتها ونقاوتها.