لم تنتظر “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) انقشاع الدخان الذي خلفه قصف طائرات الاحتلال، صباح اليوم السبت، لمرصدها الذي يكشف مستوطنة “نتيف هعتسرا” في تجمع مستوطنات غلاف غزة شمالي القطاع؛ حتى سارع رجالها إلى ترميمه في وقت قياسي.
ووصل عدد من مهندسي “كتائب القسام” إلى مرصد “حماة الثغور” المقابل لمستوطنة “نتيف هعتسراه” شمال بلدة بيت لاهيا، بعد وقت قصير من قصف الاحتلال له، وقاموا بعملية ترميمه على وجه السرعة.
وقال المتحدث باسم حركة “حماس” فوزي برهوم: إن سرعة إعادة بناء “كتائب القسام” المرصد الذي قصفه الاحتلال اليوم مشهد عزة وقوة ورسالة تحدٍّ واضحة للاحتلال الصهيوني.
وأضاف، في تصريح له: هذا الأمر هو تأكيد على جهوزية المقاومة الدائمة لبناء وتطوير مواقعها ومقدراتها، رغم كل الصعاب والتحديات.
وأوضح أستاذ الصحافة في الجامعات الفلسطينية إياد حمدان أن حركة “حماس” انتصرت بمعركة الصورة في حادثة قصف المرصد.
وبين حمدان لـ”قدس برس” أن الاحتلال أراد من وراء نشر فيديو لمرصد “القسام” أثناء قصفه، إرسال رسالة طمأنة للمستوطنين الذين طلبوا بإزالة المرصد لأنه يتم مراقبتهم منه؛ إلا أن حركة “حماس” فهمت المعادلة، ورممته بسرعة لينعكس بالسلب على المستوطنين، على حد قوله.
وأضاف: بعد ترميم الموقع خلال سويعات، أصبح جيش الاحتلال سخرية للمستوطنين من خلال التعليقات، وكسبت “حماس” معركة الصورة في هذه الجولة.
تأثير سلبي
وعدّ المراسل العسكري لموقع “واللا العبري” أمير بوخبوط ترميم حركة “حماس” الموقع القريب من مستوطنة “نتيف هعسراه” بسرعة، مساسًا بقوة ردع الجيش “الإسرائيلي” الإقليمية، خصوصًا حينما نتحدث عن وعي ورأي إعلامي وصورة انتصار.
وأضاف: بهذه الطريقة يمس الجيش قوة ردعه، ويؤثر سلباً على الرسالة التي يحاول إيصالها لسكان مستوطنة نتيف هعتسرا، وبالرسالة التي يحاول إيصالها لـ”حماس”.
ونشر موقع “دورون كدوش” العبري صوراً للمرصد أثناء عملية الترميم من قبل رجال “القسام”، على مرأى من المستوطنين وجيش الاحتلال.
وقال: بعد ساعات من استهداف المرصد، رمم عناصر “حماس” المرصد الذي يراقب سكان مستوطنة نتيف هعسراه، حتى أعلام “حماس” أعيدت بالفعل إليه.
وانتهت “كتائب القسام”، ظهر اليوم، من ترميم مرصدها الذي قصفته طائرات الاحتلال صباحًا.
وشنت الطائرات الحربية الصهيونية، صباح اليوم السبت، سلسلة غارات على قطاع غزة، دون وقوع إصابات في الأرواح.