ماذا نعني بهذا العنوان الغريب “بسُوجاح الفتنة الكذبة”؟!
هو عنوان قصدت به ثلاثة من أهل الفتن والكذبة في التاريخ جمعتهم في “بسوجاح الفتنة الكذبة” ذكوراً وإناثاً، وهم: “البسوس التميمية”، و”سجاح التميمية”، و”مسيلمة الكذاب الحنفي”، هذا العنوان اسم جامع لهم تُجمع شخوصهم اليوم في بعض المعاصرين ذكوراً أو إناثاً من أهل الفتن والزور والكذب، ومع الأسف ما هم إلا أدوات بأيدي أسيادهم وهم لا يمتلكون قراراً ولا ذاتهم!
هذه النوعية من البشر لديهم من الكذب الظاهر والخفي يفجرونه تفجيراً، والغريب أن هذا ظاهرهم بادعائهم أنهم أحرار، ومضامينهم وباطنهم أنهم لا يملكون ذواتهم، يحركهم أسيادهم بالريموت أو بالعصا والجزرة! وفي هذه الحال “بسوجاح الفتنة والكذبة” اليوم من أمثال مشهور وعدنان إبراهيم وأدعياء تكذيب الصحيحين وكيف يمتطون الإعلام من أجل الطعن في الصحيحين، وهم أعظم كذباً وفجوراً من السابقين، وأكثر خطراً وبلاء من السابقين على الأمة، وما أرادوا إلا عدالة الصحابة تشويهاً لها ليكون حينها رد كتاب الله تعالى أسهل ومن ثم تسييح الأديان باسم الإبراهيمية المزعومة.
سنبدأ في بيان الشخصيات الثلاث باختصار، وسنبدأ بالبسوس القديمة التميمية، هي مثقفة أيضاً، وعارفة وشاعرة طبعاً في الجاهلية قبل الإسلام، والبسوس هذه هي خالة جساس بن مرة الشيباني الذي قتل وائل بن ربيعة الملقب بـ”كليب”، قتل جساس كليبَ بن ربيعة بسبب ناقة خالته البسوس التي أصرت على كسر كلام كليب، حيث أرسلت ناقتها ترعى في محمية كليب، فرماها كليب بسهم في ضرعها فقتلها، فحركت البسوس إعلامها (الشعر) وقالت شعراً أثارت به ابن أختها جساس بن مرة فقتل كليباً، وقامت بسبب فتنتها حرباً بين أبناء العمومة واستمرت أكثر من 40 عاماً.
أما سجاح التميمية فحدث ولا حرج في فتنتها وفي غيّها وانحرافها الفكري والخلقي أيضاً، كما جاء في بعض الروايات.
هي سجاح بنت الحارث التميمية، اشتهرت بادعائها النبوة! وأيضاً كانت شاعرة وأديبة عارفة بالأخبار، وكانت من علية قومها، بل هي من رأس الهرم في قومها، ونجد هنا سجاح والبسوس من المتطفلات على علوم الإعلام حينها، نعم أجادوا الصنعة ولكنهم تطفلوا بالأداء ومن حيث الاستخدام لتغيير الحقائق وسعياً لنصرة الكذب ودعماً للفتن! وقد تزوجت سجاح في الختام من مسيلمة الكذاب! ولا شك أن قبائلهم قبائل عريقة وكبيرة لها ثقلها قبل الإسلام وبعده، ولكن الشذوذ وارد في كل القبائل والعوائل، فها هو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لهب وهو لا يرتقي قذارة ظفر رِجل سيدنا بلال رضي الله عنه وأرضاه، سجاح من بني يربوع من قبيلة بني تميم الكبيرة العريقة، وسُجاح كان يضرب بها المثل بالكذب والافتراء، كانت تقول العرب: “بأكذب من سجاح”، وهي تنصرت فترة يوم أن تزوجت أحد النصارى من بني تغلب، وبعد ادعائها النبوة غزت المدينة وكان هدفها نفس هدف الكذاب مسيلمة فتزوجت منه، وقيل: إنها أسلمت في عهد سيدنا معاوية رضي الله عنه إلا أنها كانت مغمورة لا يلتفت لها أحد ولا يعلم عنها شيء.
أما مسيلمة الكذاب فيكفيه خسراناً وحقارة وصغاراً أن من أطلق عليه لقب “مسيلمة الكذاب” رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق الأمين، يوم أن راسله الكذاب محاولاً أن يتقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه يظن أن محمداً صلى الله عليه وسلم مدعٍّ مثله.
مسيلمة هو مسيلمة بن حبيب الحنفي، وهو وسجاح من أشهر الكذبة الذين ادعوا النبوة، وادعاها ذلك الكذاب في عهد النبوة الحق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مسيلمة يلقب في قومه “الرحمان” فيقال عنه: “رحمان اليمامة”، وأما لقب الكذاب لحق به بعد ادعائه النبوة، وكان مسيلمة أصلاً يعمل بالكهانة والكذب والدجل؛ أي في أجواء الإعلام حينها والشهرة أيضاً، ادعى النبوة وشهد له من الكذبة والدجالين مستغلين الحيل الإعلامية، وقالوا: إنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه أشرك مسيلمة معه في أمر الرسالة والدعوة!
أما “بسوجاح الفتنة والكذبة” اليوم فقد جمعوا الثلاثة معاً من حيث الكذب وفنونه، وفنون الإعلام الكذوب وحيله.
لماذا “بسوجاح الفتنة الكذاب”؟
أقول: نحن في فترة انتخابات، وهذه الأيام يكثر فيها اللغط والقيل والقال، وأفضل أسواق “بسوجاح الفتنة والكذبة”، فلذلك حينما نراقب وسائل التواصل، ونتابع الإعلام عموماً وخصوصاً منه الميال إلى “بسوجاح الفتنة والكذبة” ونرى افتراءاتهم وكذبهم؛ نعلم حينها كيف “بسوجاح الفتنة والكذبة” نتيجة لعمل قديم من أيام البسوس، وسجاح، ومسيلمة الكذاب، ومسيرة الإعلام الكذوب تسير تحت اسم “بسوجاح الفتنة والكذبة”، فاللهم اكفنا شرهم، وألا يحول الحول إلا وأريتنا فيهم ما يشفي الصدور هداية تردهم إليك رداً جميلاً يا الله، أو إبعادهم عن الميدان بما ترى وتحب وأنت أرحم الراحمين.
أخيراً، أتمنى للكويت مجلس أمة يملؤه الرجال الأقوياء الصادقون المخلصون للكويت وشعبها الكريم.
_______________________________
إعلامي كويتي.