الأسير الفلسطيني القائد حسن سلامة من عمداء وقدامى الأسرى، ومن أبرز قيادات الحركة الأسيرة، دخل عامه الـ28 في سجون الاحتلال.
ولد حسن عبدالرحمن سلامة في 9 أغسطس 1971، في مدينة خان يونس، وترعرع وتربّى بين أزقة وشوارع وجنبات معسكرها للاجئين، حيث بدأ التزامه الديني منذ صغره، والتزم في مسجد الإمام الشافعي بمعسكر خان يونس حيث تربى هناك على يدي عدد من الشباب المسلم الملتزم، الذين منهم من قضى نحبه شهيداً أمثال الشهيد ياسر النمروطي، والشهيد ماجد الصليبي، والشهيد صبحي أبو ناموس.
كان الأسير القائد، كما تقول عائلته، ملتزماً بدينه منذ صغره، وكان يقوم بعقد لقاءات للأشبال يعلمهم فيها قراءة القرآن الكريم والأخلاق الحميد المستمدة من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انخرط في المسيرة النضالية في مرحلة مبكرة، وقد واجه الاعتقال مرات عديدة خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، وكان غالبية اعتقالاته في تلك المرحلة اعتقالات إداريّة، كما تعرض لإصابة في حينه.
انضم سلامة إلى مجموعات الصاعقة الإسلامية التابعة لحركة «حماس»، التي كانت تنشط في قطاع غزة لملاحقة العملاء والمتعاونين مع الاحتلال، وترأس إحدى هذه المجموعات العاملة في مدينة خان يونس.
اعتقل عام 1996، أثناء تواجده في مدينة الخليل، وأصيب في حينه برصاص الاحتلال، ومكث فترة في أحد المستشفيات المدنية التابعة للاحتلال.
وعقب اعتقاله واجه تحقيقًا قاسيًا وطويلًا وعمليات تعذيب، واستمر التّحقيق معه لنحو 4 شهور، ولاحقًا حكم عليه الاحتلال عام 1997 بالسّجن الفعلي 48 مؤبدًا، وهو ثالث أعلى حكم من بين الأسرى المؤبدات، بعد الأسيرين القائدين عبد الله البرغوثي، وإبراهيم حامد.
تمكن سلامة وعدد من المجاهدين من تنفيذ 3 عمليات في حافلات صهيونية أطلقت عليها «كتائب القسام» «عمليات الثأر المقدس»؛ انتقاماً لاغتيال م. يحيى عياش، أدت إلى مقتل 46 صهيونياً وإصابة العشرات بجراحات مختلفة.
تعرض سلامة للعزل الانفرادي استمر نحو 14 عامًا على مرحلتين، وانتهى عزله بعد إضراب نفّذه الأسرى عام 2012، وخلال سنوات اعتقاله عقد قرانه على الأسيرة المحررة غفران زامل، وكان ذلك عام 2010.
خلال سنوات أسره الطويلة لم تتمكن عائلته من زيارته سوى مرتين، كما أن الاحتلال يواصل حرمان زوجته غفران زامل من زيارته منذ عقد قرانهما.
وأصدر خلال سنوات اعتقاله عدة إصدارات، منها: «الحافلات تحترق»، «خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ»، «ملحمة 14 عامًا في زنازين العزل الصهيونية».