أكد علماء الأمة أن مسيرة الأعلام الصهيونية وإصرار الاحتلال على تسييرها، اليوم الخميس، إلى المسجد الأقصى المبارك، خطوة عدوانيّة يراد منها إهانة الأمة جمعاء، وتنذر بتفجير الأوضاع في القدس وفلسطين وخارجها أيضاً.
وأوضح العلماء، في مؤتمر صحفي، أن هذا العدوان المزمع يراد منه ترسيخ ما يريده العدو بأن المسجد الأقصى أصبح حقاً مشروعاً للصهاينة وهم أصحابه والمتحكمون فيه في وجه من أبشع وجوه السعي الصهيوني في خراب «الأقصى»، قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة: 114).
يؤكّد علماء الأمة أن المسجد الأقصى المبارك هو حق حصريّ وخالص للمسلمين دون سواهم بكل أجزائه وأبنيته وجدرانه وأسواره؛ وبكلّ مساحته وما فوقه وما تحته، هو محورُ الصّراعِ مع الصّهاينةِ وعنوانه وهو مركزُ قضية الأمّةِ الإسلاميّةِ كلّها.#مسيرة_الأعلام pic.twitter.com/wvUbADooeA
— هيئة علماء فلسطين (@palscholars48) May 18, 2023
وشاركت 30 مؤسسة علمائية، أمس الأربعاء، في «ملتقى علماء الأمة»، تحت شعار «نصرة المسجد الأقصى فريضة.. وإفشال مسيرة الأعلام الصهيونية واجب»، عبر برنامج «زووم»، بحضور ثلة كريمة من علماء الأمة ومفكريها، وفق ما ذكرت «هيئة علماء فلسطين».
وقال أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القره داغي: إن الدفاع عن المسجد الأقصى شرف عظيم، وكل من ساهم فيه ناله هذا الشرف، خصوصاً المرابطين والمرابطات في «الأقصى» والقدس وغزة والضفة وفي كل ذرة من أرض فلسطين، فقد كثرت دماؤهم المراقة على هذه الأرض المباركة الطاهرة، وهي التي ستثمر التحرير.
وأضاف القره داغي: لقد أصبحت القضية الفلسطينية فاصلة، وأصبحت الحال فرقاناً بين أهل الكفر والاحتلال والزيغ والضلال والشهوات والشبهات وبين أهل الحق المدافعين أصبحت المعركة فعلاً معركة الحق والباطل.
وفي كلمة مسجلة لرئيس مركز تكوين العلماء الشيخ محمد حسن ولد الددو، قال فيها: نجتمع لنصرة قبلتنا الأولى ومهاجر أبينا إبراهيم ومهاجر المؤمنين آخر الزمان، نجتمع نصرة للمرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، نجتمع نصرة للمقاومة الباسلة، نجتمع رفضاً لمسيرة المحتلين المسماة «مسيرة الأعلام»، وإن اجتماعنا هذا فرض علينا، فنصرة قبلتنا واجب علينا وعلى حكام الأمة وشعوبها حتى تتحرر هذه الأرض ونصلي فيها.
من جانبه، أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين د. عبدالرزاق قسوم أهمية قبلة الأمة الدينية دائماً وقبلة الأمة السياسية اليوم، وقال: القدس أخت مكة والمدينة كما قال علماؤها، وإن أي عدوان على القدس هو عدوان على قبلتنا في مكة وعلى مقدساتنا في المدينة وفي عموم الأمة.
وطالب بدعم المرابطين مادياً ومعنوياً مع بذل كل ما في وسع الأمة من دعم ودعاء.
وقال أمين عام رابطة أهل السُّنة د. جمال عبدالستار: سيبقى العلماء حملة الراية، وسيبقون أئمة الأمة كما هم أئمة المحاريب والمنابر.
ثم تحدث محمد سعيد باه، أمين عام المنتدى الإسلامي للتنمية والتربية– السنغال، عن أهمية التفاف الأمة حول راية الجهاد، خاصة إذا كانت الراية في المسجد الأقصى والقدس، ثم وجّه رسالة للأمة: ثقوا أن النصر قادم، لكن لا بد له من دفع الثمن من الراحة والمال والدماء والأرواح.
وأضاف: اليوم أهم قضية في العالم كله هي القضية الفلسطينية، ولم يحصل هذا إلا بسبب ثبات المرابطين والمرابطات ومِن خلفهم الأمة.
من جهته، أشار رئيس القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين بالعراق د. مثنى حارث الضاري إلى أن العلاقة بين العراق وفلسطين قديمة قدم قضيتها وما تزال حتى اليوم رغم أننا محتلون، مطالباً الأمة بإظهار وقوفها ضد مسيرة الأعلام بخطوات عملية قوية.
وقال رئيس لجنة القدس وفلسطين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ أحمد العمري: رباط يوم خير من الدنيا وما فيها، فكيف برباط أهل القدس والضفة وغزة منذ سنوات؟! طوبى لكم هذا الشرف والفضل العظيم، مطالباً الأمة بالإعداد بالتربية المسجدية والأخوية وغيرها حتى ننتصر لمقدساتنا وأقصانا.
وقال رئيس لجنة العلماء والمشايخ في بنغلاديش د. محمد خليل الرحمن: نحن العلماء من أنحاء العالم نعلن دعمنا لأهلنا في قبلتنا الأولى، ونبذل قصارى جهدنا لإعلاء كلمة الله فيها.
ومِن ماليزيا، شارك د. خير الدين التاكري، المستشار الديني لنائب رئيس الوزراء في ماليزيا وبلّغ تأييد علماء ماليزيا لأمثال هذه الاجتماعات، وأن الشعب الماليزي يحب الفلسطينيين وينصرهم بكل إمكاناته.
وفي كلمة لرئيس هيئة علماء فلسطين نواف تكروري، قال فيها: عدونا يملك السلاح، لكننا نملك ما هو أقوى وهو الحق والإيمان، ويؤسفنا أن سلاح الأمة مكدّس ويستعمل لقهر شعوبها وليس لنصرة بيت المقدس وأهلها.