عقدت نقابة أطباء القاهرة ندوة فكرية مغلقة لمناقشة وثيقة مؤتمر المرأة المقرر عقده في سبتمبر القادم تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة.
شارك في الندوة عدد من العلماء وقادة الرأي، منهم: أ.د. يوسف القرضاوي، ود. عبد الله النجار، ود. محمد عبد الوهاب، ممثلاً لشيخ الأزهر، والشيخ جمال قطب، عضو مجلس الشعب، وأ. فهمي هويدي، والأنبا دانيال، ممثل الأنبا شنودة، وعدد من المهتمين بالموضوع، وحرصت إدارة الندوة على دعوة أعضاء وفد مصر المشارك في مؤتمر بكين، إلا أنه لم يحضر أحد.
د. يوسف القرضاوي قال، في كلمته: إن لفظ الجلالة (الله) لم يذكر في هذه الوثيقة مرة واحدة، وإنها تأتي استكمالاً لوثيقة السكان لتفرض على المؤمنين عموماً قواعد النظام العالمي الجديد بكل شراسته وظلمه، وقال: إننا أمام حرب ضروس، لا الحرب بمفهومها العسكري فحسب، بل الحرب الفكرية والثقافية التي تشن ضد المسلمين والمؤمنين عموماً، وأضاف د. القرضاوي أن قيم الإيمان هي التي حافظت على مفهوم الأسرة في الدول العلمانية، وقد اعترف علماؤهم بخطأ الحضارة التي وضعت المرأة مع الرجل في حرب وصراع ومنافسة، وطالب بأن يتحد المؤمنون بالله تعالى جبهة واحدة في مواجهة هذا المؤتمر الذي دعا إليه نفر لا يعرفون شيئاً اسمه العفة، لنترك لهم ما يدعون إليه، ولتكن لنا خصوصياتنا من خلال حرياتنا التي وجدناها في التزامنا.. أما عن حقوق المرأة التي يدّعون الدفاع عنها، فقد وجدنا في القرآن الذي خص المرأة كبنت وزوجة وأُم بما لم تحصل عليه في تشريع آخر.
وأضاف د. القرضاوي قائلاً: لقد حصلت المرأة على حريتها من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم تحصل عليها المرأة، وأنه شكَّل لجنة علمية تدرس الوثيقة لتجلّي ما بها من أخطاء، وأن ثمرة هذا الجهد ستظهر بإذن الله قريباً، قبل أن يسافر وفد مصر إلى بكين، وستكون إضافة للحق وإظهاراً للوجه المشرق للدين، فالهدف هو حماية ديننا وقيمنا وعقيدتنا من أي تغريب.
العدد (1162)، ص45 – 18 ربيع الأول 1416هـ – 15/8/1995م.