عقد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا مؤتمره الثالث عشر بضواحي باريس من 21-25 ديسمبر، وهي الفترة التي يكون فيها المسيحيون في الغرب وفي العالم مشغولين باحتفالات ميلاد المسيح، لذلك فإن المؤتمر تحول إلى اجتماع دوري سنوي يحضره المسلمون من مختلف جهات فرنسا حتى يعيشوا مع أبنائهم عيداً من نوع آخر في إطار إسلامي نظيف.
وكان محور اللقاء هذه السنة بعنوان “مقتضيات الانتماء إلى الإسلام”، وتناول المحاضرون المسائل المبدئية والعملية لإنجاح مسيرة الإسلام في ديار الغرب، وفرنسا على الوجه الخصوص، ومن بين المحاضرات المهمة كلمة د. يوسف القرضاوي في اليوم الأول للمؤتمر، حيث ركز على العودة إلى التمسك بالإسلام بمنهجه الشمولي والواقعي دون إضافة أو حذف، أو قلب للموازين فيما يعرف بفقه الأولويات.
كما تحدث بعض الضيوف مثل د. عصام البشير، ود. عدنان علي رضا النحوي من السعودية، عن قضايا تندرج في إطار تعميق المفاهيم الإسلامية لدى الجالية المسلمة المقيمة في فرنسا، وكانت محاضرة سيزاري، شخصية فرنسية معروفة بمواقفها الموضوعية، تدور حول البعد الفردي والجماعي في الانتماء للإسلام في إطار فرنسي، أما الوجوه الإسلامية المعروفة في اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وفي أوروبا، فقد ساهمة بالعديد من المداخلات والمحاضرات القيمة، ومن بين هؤلاء د. أحمد الراوي، وأ. أنيس قرقاح، ود. تهامي إبريز، وأ. فؤاد العلوي، الأمين العام الجديد لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وأ. طارق أبرو.
وتعتبر المائدة المستديرة حول المشكلات في ضواحي المدن الكبرى الفرنسية وعلاقتها بهموم الجالية الإسلامية من المحطات الرئيسة في المؤتمر، وتم طرح قضايا جوهرية تدور في أذهان الحاضرين، وتبين من خلال النقاش أن المسلمين ليسوا معنيين وحدهم بهذه المشكلات باعتبارها ذات بعد وطني، وأن عليهم الاعتماد على أنفسهم لتغيير أوضاعهم وعدم التباكي أو التشكي مع المطالبة بحقوق المواطنة.
العدد (1182)، ص20 – 11شعبان 1416هـ – 2/1/1996م.