تتغير الصورة الدينية للعالم بسرعة، مدفوعة في المقام الأول بالاختلافات في معدلات الخصوبة وحجم السكان الشباب بين الأديان الرئيسة في العالم، وكذلك بسبب الأشخاص الذين يتحولون إلى ديانات أخرى.
فمن المتوقع أن يدخل في الإسلام 12 مليوناً، بينما يخرج من المسيحية 106 ملايين على مدى العقود الأربعة المقبلة، وسيظل المسيحيون أكبر جماعة دينية، لكن الإسلام سينمو بشكل أسرع من أي دين رئيس آخر، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن عدد المسلمين بحلول عام 2050م سيساوي تقريباً عدد المسيحيين حول العالم.
فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة ومعه 10 آلاف، ثم حضر حجة الوداع 144 ألفاً، ثم وصل عدد المسلمين الآن إلى مليارين، وفي ازدياد، وهذا تحقيق لنبوءة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فعن تميم الدَّاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزّاً يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلّاً يُذِلُّ الله به الكفر» (رواه أحمد، على شرط مسلم)، وكان تميم الدَّاري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخيرُ والشَّرَف والعزُّ.
الإسلام الأسرع نمواً
إذا استمرت الاتجاهات الديموغرافية الحالية، فإن الإسلام سوف يلحق بالركب بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، فالمسلمون هم المجموعة الدينية الرئيسة الوحيدة التي يُتوقع أن تزداد بوتيرة أسرع من عدد سكان العالم ككل، فبين عامي 2010 و2050م، من المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد سكان العالم إلى 9.3 مليارات نسمة، بزيادة قدرها 35%، وخلال الفترة نفسها، من المتوقع أن يزداد عدد المسلمين بنسبة 73%، ومن المتوقع أيضاً أن يرتفع عدد المسيحيين، ولكن بشكل أبطأ، بنفس معدل سكان العالم (35%) بشكل عام، نتيجة لذلك، فبحلول عام 2050م سيكون هناك تكافؤ قريب بين المسلمين (2.8 مليار، أو 30% من السكان) والمسيحيين (2.9 مليار، أو 31%)، ربما لأول مرة في التاريخ.
ما بعد عام 2050م
العلم عند الله تعالى، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم فيه إشارة بمستقبل الإسلام حيث قال: «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها..» (صحيح مسلم).
يصف هذا التقرير كيف سيتغير المشهد الديني العالمي إذا استمرت الاتجاهات الديموغرافية الحالية، ولكن مع مرور كل عام، هناك احتمال أن تؤدي الأحداث غير المتوقعة مثل الحروب، والمجاعات، والأمراض، والابتكارات التكنولوجية، والاضطرابات السياسية، إلى تغيير حجم مجموعة دينية أو أخرى.
فماذا سيحدث لمسارات السكان إذا تم توقعها في النصف الثاني من هذا القرن؟ هل يفوق عدد المسلمين عدد المسيحيين في النهاية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمتى؟ إذا امتد النموذج إلى ما بعد عام 2050م، فإن حصة المسلمين من سكان العالم ستتجاوز عدد المسيحيين، وبحلول عام 2070م، سيكون المسلمون 35%، والمسيحيون 34%.
وصدق الله العظيم القائل: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف: 9).