كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد أحوال الرعية ذات ليلة، فسمع امرأة تقول لابنة لها: قومي إلى ذلك اللبن فامزجيه بالماء، فأجابت الفتاة: يا أماه، وما علمت بما كان من عزم أمير المؤمنين؟ قالت المرأة: وما كان من عزمه يا بُنية؟ قالت: إنه أمر مناديه فنادى: لا يشاب اللبن بالماء.
فردت المرأة قائلة: يا بُنية: قومي إلى اللبن فامزجيه بالماء، فإنك بموضع لا يراك عمر، ولا منادي عمر، فردت الفتاة على الفور: يا أماه، إن كان عمر لا يعلم، فإله عمر يعلم، والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء.
فلما أصبح عمر، قال لابنه عاصم: اذهب إلى مكان كذا وكذا، فإن هناك صبية، فإن لم تكن مشغولة فتزوج بها، لعل الله أن يرزقك منها نسمة مباركة.
وصدقت فراسة الفاروق رضي الله عنه، فقد تزوج عاصم بتلك الصبية، فولدت له ليلى بنت عاصم، فتزوجها عبدالعزيز بن مروان، فولدت له عمر بن عبدالعزيز، الخليفة العادل رحمه الله تعالى ورضي عنه، ليتبين للناس هذا الدرس العظيم من حسن اختيار الزوجة الصالحة وفق معايير الصدق والأمانة والصلاح.
_______________________
سيرة عمر بن عبدالعزيز؛ لابن عبدالحكم.