في الوقت الذي يخالف فيه البعض إجماع الأمة على أن أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى هو صحيح الإمام البخاري رحمه الله ورضي عنه، نجد احتفاء أئمة الإسلام منذ تصنيفه إلى وقتنا هذا، ومنها قصيدة(1) قالها الفضل بن إسماعيل الجرجاني بعد أن توفي الإمام البخاري، فقال:
صحيح البخاري لو أنصفوه لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى والعمى هو السد بين الفتى والعطب
أسانيد مثل نجوم السماء أمام متون لها كالشهب
بها قام ميزان دين الرسول ودان به العجم بعد العرب
حجاب من النار لا شك فيه يميز بين الرضا والغضب
وستر رقيق إلى المصطفى ونص مبين لكشف الريب
فيا علما أجمع العالمو ن على فضل رتبته في الرتب
سبقت الأئمة فيما جمعت وفزت على زعمهم بالقصب
نفيت الضعيف من الناقلين ومن كان متهماً بالكذب
وأبرزت في حسن ترتيبه وتبويبه عجباً للعجب
فأعطاك مولاك ما تشتهيه وأجزل حظك فيما وهب
_____________________
(1) «تاريخ دمشق» لابن عساكر.