دراسة علمية جادة قدمتها مجلة «أويك» لأحد أساتذة علم النفس عن دراسة المختلطة في المدارس نضعها بين يدي المسؤولين عن التعليم في كل موقع تصل إليه الصحيفة.. الذي نرجوه أن نتابع هذا اللون من الدراسات، ونأخذ بالجاد منها خاصة فيما يتعلق بتربية أبنائنا.
إن فكرة منع التعليم المختلط يمكن معالجتها من الناحية الموضوعية، فضلاً عن النظرة الدينية، فلنفكر أولاً ما التربية وما أهدافها؟ يجيب عن هذا السؤال د. جون هبن قائلاً: «التربية هي القدرة على مواجهة ظروف الحياة»، ومما لا شك فيه أن مواجهة هذه الظروف بالنسبة للجنسين تختلف ولا يمكن أن تتشابه في صور الحياة المختلفة.
فالمرأة مخلوقة بطبيعتها لشؤون البيت، إذ هي ملكة الأسرة، وإن نجاحها المطلق منوط بقدر ما تولي أسرتها من الحـب والأمومة، ومن هنا جادت قريحة الشاعر الإنجليزي اللورد بايرون إذ يقول: «الحب هو كل ما في وجود المرأة، وإن الأساس الذي يقوم عليه حب كل امرأة هو عاطفة الأمومة لديها»، ويقول هافلوك أليس: «لقد منحت الطبيعة المرأة شعوراً نفسياً هائلاً بالفرحة عندما تنجب طفلاً لم تمنح مثلها أياً من الرجال».
أليس من تمام الفشل إذن أن نساوي في رسالة التعليم والتربية بين الرجولة والأنوثة؟
لأن «الهدف الأول من التربية هو ليس المعرفة، ولكن العمل» حسبما يقول هربرت سبنسر.
كما أن التعليم المختلط طريقة شيطانية من وجهة النظر السيكولوجية؛ لأن حالات الأولاد النفسية تختلف عن حالات البنات النفسية، لذا –كذلك– فإنه من غير الممكن أن نعلم كلاً من الجنسين بطرق واحدة متشابهة.
عقلية البنت وعقلية الولد
ويقول ليونيت تايلر: إن عقلية البنت دائماً تختلف كثيراً أو قليلاً عن عقلية الولد في عملية النمو ومنذ الصغر حتى النضج، ويبدو ذلك أكثر وضوحاً في المراحل المتعاقبة؛ فكيف يسعنا أن نقدم نفس التدريبات والعلوم لعقليات متمايزة من حيث الكفاءة والنمو؟
إنه لمن أكبر الأخطاء التي نرتكبها أننا لا نمقت الاختلاط باعتباره أماً للجرائم والأمراض الجنسية.
عندما يبلغ كل من الولد والفتاة سن البلوغ، فإنهما يجدان نفسيهما أمام العواطف الجنسية التي لا تكبح، ويحاولان تنفيذ هذه الرغبة، وعندما يحول بينهما عائق اجتماعي أو بيئي أو قانوني، فإن ذلك سيؤول بهما إلى أمراض جنسية وعقلية كثيرة، وهذا موضوع قد أكده علماء التحليل النفسي.
ثم دعنا لننظر هل تستطيع المرأة أن تكافئ الرجل من حيث الاستعداد البيولوجي؟
جاء في كتاب «المأساة البيولوجية عند المرأة»، أن أكثر التغيرات التي تحدث عند المرأة وتؤثر على انفعالاتها العصبية إنما تكون في حالة الطمث (العادة الشهرية)؛ حيث تتأثر كافة الغدد في جسمها.
ويؤكد د. شيشاروف بأن «الحرية» و«إدراك المسؤولية» عند المرأة محدودان جداً، فمن وجهة النظر العلمية يجب أن تقيد الحرية حينما لا تكون أفعال الإنسان موجهة بتأثير الأفكار والعواطف، بل بتأثير الانعكاسات الصادرة عن أي عضو في جسم الإنسان.
ويقول كرافت أبنك: إن السيدات في فترة الطمث يكنَّ منفعلات ومتضايقات إلى درجة يكنَّ سريعات الغضب والتأثر، بل أحياناً يبلغ بهنَّ الانفعال حد القسوة، وأكثر من يتعرض لمواجهة هذه الانفعالات الأزواج والأبناء والخدم.
نسبة الانتحار في النساء
ويقول فاينبرج: إن ما يقرب من 50% من الانتحارات بين النساء إنما تكون في فترة الحيض!
إن الطاقة الجنسية في الرجل تعمل فيه عملاً بناء وتملأ روحه وعقله بالأفكار التي تقوده إلى التخطيط والبناء، وتساعد في إبراز شخصيته وتكوينها، بينما العكس يكون في المرأة؛ إذ يؤدي بها للزيادة من سلبيتها.
هذه لمحات عن كل من الجنسين تجعلنا نفكر في أن نعطي كلاً منهما ثقافة وتربية تناسب مهمته وطبيعته.