لا تخلو حياة المرء من أخطاء وذنوب، لكن العبد الفطن لا ينظر إلى صغر أو كبر الذنب في نفسه، ولكن ينظر إلى قدر وعظمة من عصاه، فهذا مدعاة له لكي يتوب ويرجع إلى الله، يسأله العفو والمغفرة.
وهناك من يقسم الذنوب إلى كبائر وصغائر، وقد ذهب أهل العلم إلى تقسيم ثلاثي من قوله تعالى: (الَّذينَ يَجتَنِبونَ كَبائِرَ الإِثمِ وَالفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ المَغفِرَةِ) (النجم: 32)؛ أي أن هناك ثلاثة أقسام: كبائر، وفواحش، وصغائر وهي «اللمم».
وتتفاوت الذنوب في درجاتها ومفاسدها وعقوباتها في الدنيا والآخرة، لكن بإمكان المسلم العمل على التطهر من الذنوب والتخلص من عقوبتها سواء في الدنيا أو الآخرة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن عقوبة الذنوب تزول بعشرة أسباب:
1- التوبة: قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53).
2- الاستغفار: في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا أذنب عبدٌ ذنبًا فقال: أي رب، أذنبت ذنبًا فاغفر لي، فقال: علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي».
3- الحسنات: قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ) (هود: 114)، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إِذا اجتنبت الكبائر».
4- ما يقدم للميت من أعمال البر: كالصدقة ونحوها، في الصحيحين أنه قال صلى الله عليه وسلم: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه»، وقوله ﷺ: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
5- دعاء المؤمنين للمؤمن، مثل صلاتهم على جنازته، وشهادتهم له، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من رجلٍ مسلمٍ يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفعهم الله فيه» (رواه مسلم).
6- شفاعة النبي ﷺ: قوله في الحديث الشريف: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» (صححه الألباني في صحيح أبي داود).
7- المصائب التي يكفر الله بها الخطايا في الدنيا: قال ﷺ: «ما يُصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه» (رواه البخاري ومسلم).
8- ما يحصل في القبر من الفتنة والخوف والفزع.
9- أهوال يوم القيامة من دنو الشمس والحساب والعرض والحشر وغيره.
10- عفو الله وكرمه وفضله ورحمته التي وسعت كل شيء.