كاتب المدونة: صلاح الجارالله
قضية تحتاج من أهل الخير والإحسان التوقف عندها والتفكير فيها ملياً، وأقول عن معرفة وقرب من العمل الخيري الداخلي عامة، والخارجي خاصة، ولسنوات طويلة: ينبغي لنا أن نراجع الأولويات في توجيه التبرعات، صحيح أن المجال رحب والأفق وواسع، للمؤسسات الخيرية والمحسنين، في دعم ومساندة أي مشروع خيري، ولكل اهتمامه وأولوياته، وهذا لا غبار عليه، ولكننا نحتاج اليوم لإعادة النظر وتعزيز فقه المراجعات لأهدافنا وتوجهاتنا ورسالتنا في عملنا الخيري، الفردي منه والجماعي، ونعرف حقيقة أين موقعنا في هذا العالم الذي يموج بالأحداث والمصائب والكوارث.
فالعمل الإنساني اليوم لم يعد مبنياً على التطوع، وهذا مهم، ولكنه أصبح حرفة وصنعة ومؤسسات ومشاريع يحتاج القائمون عليها أن يكون لهم اهتمام وقدر كبير بموضوع الدراسات والأبحاث من أهل الاختصاص والخبرات، ممن يجمع ما بين المعرفة الأكاديمية والخبرة الميدانية، فكم نعرف من أحباب لنا من أهل الاختصاص بالمجال الطبي والقانوني والتعليمي والقيمي والنفسي والوقفي والاستثماري، وغير ذلك، ممن تحتاج المؤسسات الخيرية التفكير والنظر في كيفية الاستفادة منهم في مجال الاستشارات والدراسات والاستبيانات، وتشخيص الواقع عن فهم، ومعرفة الأولويات وإيجاد مجلس تنسيقي استشاري حقيقي وفعّال يخدم هذا التوجه؛ لأن مئات الملايين من أموال الصدقات والزكاة والوصايا والأوقاف تنفق سنوياً من المحسنين والمؤسسات الخيرية، ولكن تحتاج إلى ترشيد بشكل أفضل، فنحتاج أن نعيد توجيه البوصلة الإنسانية وإدارتها بشكل صحيح.