لعائلة فلسطينية مقدسية مناضلة ولد عبدالقادر الحسيني عام 1908م في إسطنبول، والده كاظم باشا الحسيني، وأمه زكية الحسيني، وزوجته وجيهة، وله من الأولاد أربعة؛ موسى، وفيصل، وغازي، وهيفاء.
درس الابتدائية والإعدادية في مدرسة روضة المعارف، ثم حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة المطران غوبات (مدرسة صهيون) البروتستانتية في القدس في العام 1927م.
التحق بكلية العلوم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، واحتك بحزب الوفد المصري الذي كان يقود الحركة الوطنية ضد الاستعمار البريطاني في أواخر العشرينيات، ومارس النشاط السياسي من خلال مجلس الطلبة الشرقيين، وعمل خطيباً مفوهاً للتنديد بالجامعة ودورها في هدم الثوابت والمبادئ، ودعم الاستعمار البريطاني.
بدأ الحسيني حياته بين العلم والمقاومة، والتحق بدورة ضباط في الكلية العسكرية، وتنقل بين عدة وظائف، أهمها سكرتير الحزب العربي الفلسطيني في القدس، ومأمور في سلطة الأراضي، ثم مدرس للرياضيات في المدرسة العسكرية في معسكر الرشيد.
قائد ثورة
في عام 1933م، عاد إلى مسقط رأسه مدينة القدس بعد أن قام رئيس الوزراء المصري حينها إسماعيل صدقي بطرده خارج مصر على خلفية نشاطه السياسي، فانضم إلى الحزب العربي الفلسطيني، وعمل كاتباً ومحرراً بجريدة «الجامعة الإسلامية» في يافا، ثم جريدة «اللواء»، وظل يمارس العمل السياسي والوطني، فتولى إدارة مكتب الحزب العربي الفلسطيني في القدس، وبدأ الإعداد للثورة ضد الاستعمار البريطاني في عام 1936م، وحاول تجنيد العديد من رجال المقاومة في فلسطين الذين انضموا إليها من كل حدب وصوب.
قاد العديد من التظاهرات ضد الاستعمار البريطاني، وأصيب في تلك المرحلة إصابات بالغة، ثم طاردته القوات الإنجليزية في القرى الفلسطينية، فهرب إلى العراق رغم جراحه البليغة، ثم عاد إلى دمشق ومنها إلى فلسطين وقاد العمل المسلح بعد استشهاد رفيقه القائد سعيد العاص، فأصيب مرة أخرى في إحدى المعارك في قرية النعيم، ثم تم علاجه وتهريبه سراً إلى سورية، ثم انتقل إلى العراق ليلتحق بالكلية العسكرية، وتخرج برتبة ضابط وعاد لقيادة الثورة عام 1941م، وطارته القوات الإنجليزية مرة أخرى ليضطر للهروب إلى إيران ثم إلى العراق ليعتقل هناك حتى عام 1944م.
بعد قيام الهيئة العربية العليا بإعلان الجهاد بعد قرار التقسيم في نوفمبر 1947م، أعاد الحسيني تشكيل قوات جيش الجهاد المقدس، وعين قائداً عاماً لها، وقاد انتصارات كبيرة ضد القوات الصهيونية في القدس والمستعمرات.
بطل القسطل
سقطت القسطل أول مدينة فلسطينية بيد الصهاينة، وهي البلدة الجميلة ذات الموقع الاستراتيجي المهم على تلة مرتفعة غرب القدس، على الطريق الرئيس بين القدس و«تل أبيب»، أسماها الفرنسيون سابقاً بـ«القلعة» لحصانتها ومناعتها، ووصل الخبر للشيخ عبدالقادر فزادت نقمته وغضبه، وطلب من إسماعيل صفوت القائد العام للجيوش العربية حينها أن يمده بالمدافع والرشاشات الثقيلة لاسترجاعها فرفض، فعزم على استرجاعها حتى لو بلغ به الأمر نيل الشهادة.
وفي 6 أبريل 1948م توجه برفقة 300 من المقاتلين بعتاد قليل وسلاح ضعيف لتحرير المدينة، واشتبك مع الجنود الصهاينة، لكن لم يسعفه العدد ولا العتاد، فتكاثر عليه الجنود الصهاينة وحاصروه هو ومجموعة من رفاقه على حدود المدينة، واشتبكوا معهم ليستشهد الحسيني برفقة عدد من زملائه في التاسع من أبريل، ويصلى عليه في المسجد الأقصى ويدفن بجوار والده في القدس.