في نهاية هذه السلسلة من «المدرب المتألق»، نختمها بعرض لآخر وسائل التدريب الآسرة للمتدربين، والجاذبة لانتباههم، وهي:
– حوارات افتراضية:
إن على المدرب المتألق أن يستعمل الحوارات الافتراضية لتثبيت المفاهيم في أذهان المتدربين.
مثال (1): في إحدى الدورات التدريبية لشركة الأولوية للسيارات، بعنوان «سبع طرق للبيع الناجح»، في 15 نوفمبر 2009م، قمنا بتشغيل شريط سمعي لحوار افتراضي بين سكرتيرة لمدير عام شركة وأحد الباعة.
يريد هذا البائع عقد صفقة مع المدير العام في شراء برنامج تدريبي، ويريد تحديد موعد له لعرض البرنامج عليه.
هنا، يؤدي أحد المتدربين دور البائع، ويتم تشغيل الحوار الافتراضي في الشريط السمعي كما يلي:
السكرتيرة تتكلم من المسجل: صباح الخير، معك مكتب المدير العام، كيف أخدمك؟
البائع: صباح النور، هل ممكن أكلم المدير العام؟
السكرتيرة تتكلم من المسجل: المدير العام مشغول حالياً في اجتماع، ممكن أعرف ما الموضوع؟
البائع: لديَّ خبر قد يكون ساراً له، ممكن تحولين الخط له؟
السكرتيرة تتكلم من المسجل: ممكن أعرف طرفاً من الموضوع؟
البائع: لديَّ خبر قد يكون ساراً للمدير العام، وأفضّل أن يسمعه مني مباشرة!
السكرتيرة تتكلم من المسجل: لحظة من فضلك، سوف أحول المكالمة للمدير العام!
إجراء الحوارات الافتراضية لتثبيت المفاهيم في أذهان المتدربين
هذه الطريقة في تعليم المتدربين تعلّم كيفية الوصول إلى المدير العام في أي شركة في أقل من دقيقة، وفيها إدخال للسرور والمرح في قلوب المتدربين، حيث إنهم يحاورون سكرتيرة افتراضية وليست حقيقية، ولا بد أن تتناغم معها في الحوار.
ومن ذلك نستخلص أن المدرب المتألق يستفيد من الحوارات الافتراضية في تثبيت معاني الدورات التدريبية في أذهان المتدربين.
مثال (2): يمكننا الاستفادة من الذكاء الصناعي، وإجراء حوار مع شخصية عالمية افتراضية مشهورة.
هذا ما حدث مع د. زهير حينما أنشأ شخصية تحاكي شخصيته على تطبيق «Chat GPT4.0»، وبدأ كل منا يحاور شخصيته، ويوجه لها أسئلة في مجال التدريب، وتبدأ الشخصية الافتراضية بالإجابة كما لو كان يمثل شخصيتك.
قد يستغرب بعضكم من إتقان تلك الإجابات، وتناغمها مع طريقة تفكيرك، وهذا -بفضل الله تعالى- فتحٌ كبير أمام المتدربين المتألقين، في كيفية الاستفادة من الذكاء الصناعي في التدريب.
ينبغي لكل مدرب متألق أن يفكر باستحداث شخصية افتراضية تعبر عن طريقته في التدريب، باستعمال الذكاء الصناعي.
– الدردشة في وقت الاستراحات:
إن المدرب المتألق يستفيد من وقت الاستراحات في الجلوس مع بعض المتدربين للإجابة عن بعض مما علق في أذهانهم من أسئلة، سواء حول الدورة أو أسئلة شخصية تخص المدرب نفسه.
استغلال وقت الاستراحات في الدردشة مع بعض المتدربين
مثال (1): في استراحة إحدى الدورات للقطاع النفطي، وجه أحد المتدربين -ونحن نتناول الإفطار معاً- سؤالاً حول الامتيازات التي يتمتع بها المتقاعدون، فقلت له: لقد شغلتني ثلاثة أمور بعد التقاعد، وكلها تبدأ بحرف التاء: التأليف، والتدريب، ونسيت الأمر الثالث.
تدخّل أحد المتدربين، وقال: الأمر الثالث هو تأنيب الضمير على أنك تقاعدت، وبدأنا نضحك معاً!
مثال (2): في دورة المدير المحصن للقطاع النفطي، التي عقدت في فندق موفينبيك، جلسنا معاً على الغداء ندردش، فقال أحد المتدربين: الدورات التدريبية وسيلة من وسائل الترويح عن النفس! وكسر الروتين، ومعرفة ما لدى الآخرين من طرق في حل مشكلاتهم، والتعرف إلى المدربين.
لقد صدق هذا المتدرب، وأضيف إلى كلماته وأقول: الدورات التدريبية -تعتبر كذلك- وسيلة من وسائل إحاطة المتدربين بآخر ما توصل إليه العالم في مجال الإدارة القيادة.
– ملصقات لأقوال المشاهير:
إن المدرب المتألق يأتي أحياناً ومعه وسائل ورقية ذات حجم كبير، مكتوب فيها أقوال للمشاهير في عالم الإدارة والقيادة.
مثال (1): في إحدى الدورات التدريبية للقطاع المصرفي، بعنوان «أسرار القيادة الفعالة»، نقلنا العبارات التالية على لسان عمالقة الإدارة والقيادة في العالم، مثل:
«أعطني كاتباً بسيطاً لديه هدف؛ أعطك إنساناً يصنع التاريخ، وأعطني إنساناً بلا هدف؛ أعطك كاتباً بسيطاً» (جي سي بني).
كتابة بعض أقوال المشاهير في عالم الإدارة والقيادة على ملصقات
«لو كانت لديَّ 60 دقيقة، فإني أقضي 59 دقيقة في تحديد المشكلة، وأقضي دقيقة واحدة في وضع حل لها» (آينشتاين).
«خطوة واحدة يقوم بها 100 شخص، أفضل من 100 خطوة يقوم بها شخص واحد» (كويتش تسوكاموتو).
«إن تربيتنا للشباب تقوم على ثلاث دعائم: العقيدة والعلم والعمل» (الملك فيصل).
«إن الذي يصيب فلسطين يصيبنا، ولن يزدهر الوطن العربي ما دام جزء منه مغتصباً» (الشيخ صباح الأحمد الصباح).
«إذا كنا نريد أن يبقى العنصر العربي متفوقاً، علينا أن نصرف النظر عن فكر توطين المهاجرين في فلسطين، وإلا فإن اليهود إذا استوطنوا أرضاً تملكوا كافة قدراتها خلال وقت قصير، وبذا نكون قد حكمنا على إخواننا في الدين بالموت المحتم» (السلطان عبدالحميد).
لذلك، ينبغي للمدرب المتألق أن يستعين بالأقوال المأثورة عالمياً في تثبيت مفاهيم الدورات التدريبية بأذهان المتدربين.
ويستعين بكل وسيلة من شأنها بث الحيوية أو النشاط أو الطاقة أو الحماسة بين المتدربين.