نفذت الهيئة الخيرية مشروع إغاثة عاجلة لمتضرري الحرب في السودان من خلال توزيع السلال الغذائية على مراكز الإيواء والأسر الفقيرة في ولايات الخرطوم، وكسلا، والقضارف، وشمال کردفان، وشمال دارفور، ونهر النيل، والشمالية.
واستهدف المشروع توزيع 6 آلاف سلة غذائية من المواد التموينية الأساسية والضرورية على المتضررين، بواقع سلة واحدة لكل أسرة بإجمالي عدد مستفيدين بلغ 36 ألف شخص، تكفيها مدة شهر؛ واحتوت السلة على أكثر من 30 كيلوجرامًا من الدقيق، والسكر، والعدس والأرز وزيت الطعام والصلصة والتمر والحمص والكركديه.
وبهذا المشروع، تسهم الهيئة الخيرية في توفير المواد التموينية لمئات الفقراء والنازحين الذين فقدوا المأوى والممتلكات ومصادر كسب العيش، إلى جانب الحد من الإصابة بأمراض سوء التغذية وفقر الدم، والتقليل من آثار الحرب، وتحقيق قيم التكافل والتراحم، وتقديم الدعم النفسي للمتضررين، وتخفيف الأعباء عن كاهلهم.
ويعاني النازحون أوضاعًا اقتصادية وإنسانية سيئة بسبب زيادة الأسعار زيادة جنونية وتنامي حدة الفقر، وفقدانهم المنازل والممتلكات ومصادر كسب العيش، وتدمير الحرب لمحاصيلهم الزراعية، وشيوع ظواهر سوء التغذية ونقص الدم في أوساطهم بسبب نقص الغذاء كمًا ونوعًا.
وفي شراكة إنسانية جديدة، أسهمت الهيئة الخيرية ضمن 8 جمعيات ومؤسسات خيرية كويتية، في أولى رحلات الجسر الجوي المخصص لإغاثة السودان التي جاءت ضمن حملة «فزعة للسودان».
وكانت الطائرة قد انطلقت من قاعدة عبد الله المبارك الجوية إلى مطار بورتسودان، وعلى متنها 40 طنًا من المواد الغذائية والطبية وسيارات الإسعاف لدعم النازحين داخل السودان وإغاثتهم، برفقة وفد إغاثي من الجمعيات والمنظمات المشاركة.
وتعددت النداءات الإنسانية للجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني للعمل على سرعة الاستجابة والتدخل الإنساني العاجل للتخفيف من معاناة المتضررين والوقوف معهم في محنتهم.
وتشير الإحصاءات الأممية إلى نزوح أكثر من 7.4 ملايين شخص داخل السودان وخارجه منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، وأدى توسع النزاع في وسط السودان وشرقه إلى تدمير أهم مناطق إنتاج المحاصيل الرئيسة، وزيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية وفق شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة.
يشار إلى أن غالب السكان نزحوا إلى ولايات القضارف وكسلا، والبحر الأحمر والشمالية ونهر النيل، وسنار، حيث اتخذوا من المدارس وبعض المؤسسات مأوى لهم، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
وتولي الهيئة الخيرية مشاريع الإغاثات العاجلة للشعوب المنكوبة أهمية كبيرة، لما لها من أثر في تعظيم قيم التكافل والتراحم بين المسلمين وتمكين أصحاب الحاجة من الفقراء والمساكين والأيتام وضحايا النزاعات والكوارث والحروب، ورسم أروع صور الرحمة والأخوة، ومفهوم الجسد الواحد.
ويأتي دعم الهيئة الخيرية لمثل هذه المشاريع الإغاثية انطلاقًا من مسؤوليتها الإنسانية في مساعدة الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال والمرضى والعجائز الذين لا يجدون ما يسد جوعهم جراء النزاعات الأهلية والحروب.