إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإننا على فراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون.
وأسأل الله العلي القدير أن يرزقك أجر الشهداء الأبرار وأن يكون مصيرك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
لقد كان استشهادك فيه من الدروس والعبر ما لا يتسع المقام لذكره ولكن يمكن استخلاص بعضا من ذلك فأقول:
- لقد أفشلت باستشهادك كل تقنيات دول العالم الغربي التي كانت تبحث عن أي أثر لك لأكثر من عام، حيث قاتلتهم وهم لا يعلمون من يقاتلهم.
- لقد أفشلت مراهنات من يظنون أنك تعيش داخل الأنفاق، بعيدا عن ساحات الجهاد فإذا بك تتقدم الصفوف مقبلا غير مدبر تهاجم ولا تدافع.
- لقد قاتلت قتال الأبطال حتى آخر قطرة من دمك الطاهر وآخر نفس من أنفاسك الزكية.
- لقد حققت أمنيتك بحرصك على نيل الشهادة ولو أردت الدنيا لدانت لكم.
- باستشهادك أضفت محطة نضال للأجيال القادمة كسائر أسلافك الأبطال لتجعل العدو يعض أصابع الندم على صنيعه، فلو علم العدو باستهدافهم شيخ المجاهدين عزالدين القسام سينتج عنه بعد عقود كتائب مجاهدة تحمل اسمه لما قتلوه.
- ولو علم العدو أن باستهدافهم الشيخ المقعد أحمد ياسين رحمه الله ستظهر قذائف الياسين التي أجهزت على مئات الدبابات والجرافات والمركبات لما قتلوه.
- ولو علم العدو أن باستهدافهم أسد فلسطين الدكتور الرنتيسي سيصبح باستشهاده ملهما لشباب يتوقون لإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة لما قتلوه.
- ولو علم العدو أن باستهدافهم إبراهيم المقادمه سيترتب عليه صنع صاروخ يحمل اسمه (M75) ثم صاروخ (M90) الذي يدك تل أبيب لما قتلوه.
فالله أعلم ماذا يترتب على استشهادك من مصائب تلحق بالعدو.
لقد فرح الأعداء باستشهادك فدعهم يفرحون قليلا ثم تكون فرحتهم عليهم غمة.
لقد ظن الأعداء وعلى رأسهم قادة الغرب الصليبي أن باستشهادك سيتم تحقيق السلام بمفهومهم (الاستسلام) وأن الأجواء بعد استشهادك أصبحت مهيأة لتحقيق ما يصبون إليه وجهل هولاء السذج ما تركته من إرث عظيم من رجال أولي بأس شديد ما وهنوا لما أصابهم وما ضعفوا بل قالوا كما قال أسلافهم من قبل (حسبنا الله ونعم الوكيل).
فلم يغيروا ولن يبدلوا على ما كنت عليه.
فالمسيرة الجهادية مستمرة وشروطك قائمة فرجالك رجال الله.
رجال يتوكلون على الحي الذي لا يموت فخاب ظنهم وخاب مسعاهم.
فنم في قبرك قرير العين وارقد بسلام، طبت حيا وطاب مرقدك وستبقى حيا في قلوب الرجال وملهما للأجيال بشجعاتك وإقدامك ومشعل نور لمن يريد أن يسلك طريق الحرية والكرامة والعزة.
رحمك الله يا أبا ابراهيم وغفر لك وتقبلك الله في الصالحين.