محمد عبد الله فرح
هل رأيت مسلماً لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم؟!
وهل تستقيم محبة مع عصيان الحبيب والابتعاد عن طريقه؟!
أسئلة كثيرة تهم المحبين.. تأتيك هذه الرسالة للإجابة عنها، في جولة ممتعة، مع شواهد القرآن الكريم، ودلائل سُنة الحبيب العطرة، وحياة المحبين المرافقين للحبيب – رضي الله عنهم – طيلة حياته.
يقول الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) (الأحزاب:6)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه»، ويقول أيضاً: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».
وقال رسول الله: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».
محبة الصحابة
أما عن حال الصحابة في محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فنذكر بعض الأمثلة:
– فقد سئل علي بن أبى طالب رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله؟ قال: “كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وأبنائنا وأمهاتنا، من الماء البارد على الظمأ”.
– وسأل أبو سفيان بن حرب – وهو مشرك – زيد بن الدثنة حينما أخرجه أهل مكة من الحرم ليقتلوه: أنشدك بالله يا زيد: أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وإنك في أهلك؟ قال: «والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي»! فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً.
– وقال عمرو بن العاص: “وما كان أحد أحب إلى من رسول الله ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه”.
أمّا نحن فينبغي علينا أن نترجم محبتنا لرسول الله إلى سلوك عملي يتمثل في:
– الثناء على رسول الله بما هو أهله: الصلاة والسلام عليه لأمر الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً {56}) (الأحزاب).
– الإكثار من ذكر سيرته: قال ابن القيم: “كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه الجالبة لحبه، تضاعف حبه له، وزاد شوقه إليه”.
– أتأدب عند ذكره بألا يذكر باسمه مجرداً، بل نقول: نبي الله أو رسول الله.. إلخ صلى الله عليه وسلم.
– توقير حديثه، والتأدب عند سماعه، والوقار عند دراسته.
– حفظ حرمة بلده المدينة، فإنها مهاجره، ودار نصرته، وبلد أنصاره، ومحل إقامة دينه، ومدفنه وفيها مسجده، والأدب في مسجده، وكذلك عند قبره عدم رفع الصوت.
– دراسة حياة زوجات رسول الله أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً، وتعليمها لنسائنا.
– دراسة سيرته وتعليمها لأبنائنا وزوجاتنا، ونشر سُنته.