جددت المواجهات، ظهر اليوم الأربعاء، بين قوات الاحتلال الصهيوني، وأهالي قرية أم الحيران، مسلوبة الاعتراف بالنقب، حيث اقتحمت قوات الشرطة الصهيونية منازل القرية بغرض هدم المنازل وإخلاء السكان.
وتأتي هذه الممارسات الصهيونية استمراراً للمخططات الحكومية الهادفة إلى اقتلاع وهدم قرية أم الحيران تمهيداً لإقامة قرية يهودية تحت اسم “حيران”، في حين دعت العديد من الفعاليات الشعبية والطلابية إلى التظاهر والإضراب وتصعيد الخطوات الاحتجاجية ضد ممارسات الاحتلال الصهيوني بحق قرية أم الحيران في النقب المحتل.
وأعلن مجلس حورة المحلي عن إضراب شامل، اليوم الأربعاء، يشمل جهاز التربية والتعليم، وجميع المرافق والأقسام، كخطوة تضامنية واحتجاجية على أحداث صباح هذا اليوم في قرية أم الحيران.
يتزامن الإعلان مع إعلان عدد من طلاب الجامعات عن مظاهرات طلابية في جامعات حيفا وتل الربيع وبئر السبع والجامعة العبرية؛ رفضا لسياسة هدم المنزل والتطهير العرقي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وباشرت الجرافات بهدم كامل لمنازل القرية، فيما جرى تجميع أهالي القرية في المسجد، ومنع النواب العرب ومئات المتضامنين من دخول القرية.
وقال أهالي القرية: إن الشرطة مارست العنف ضدهم، واعتدت عليهم، واعتقلت عدداً من الشبان، فيما أصيب آخرون أثناء تصديهم للهجمة الصهيونية.
واستشهد صباح اليوم المربي يعقوب موسى حسين أبو القيعان (47 عاماً)، وأصيب عدة أشخاص بجراح وصفت بين المتوسطة والخطيرة، بينهم النائب أيمن عودة، في أم الحيران برصاص الشرطة “الإسرائيلية”، فيما ادعت الشرطة أن أحد عناصرها لقي مصرعه دهساً خلال المواجهات.
من جانبه، قال مركز “عدالة”، الذي يمثل سكان أم الحيران في الإجراءات القضائية ضد هدم القرية، رداً على أحداث اليوم، إن الجهاز القضائي “الإسرائيلي” والحكومة “الإسرائيلية” هما المسؤولان عما حدث في قرية أم الحيران.
وأشار إلى أن قرار المحكمة العليا الذي سمح بهدم قرية قائمة قبل أكثر من 60 عاماً من أجل إقامة مستوطنة يهودية على خرائبها، هو أحد القرارات الأكثر عنصرية التي أصدرتها المحكمة العليا.
وأضاف المركز في بيان صحفي، حسبما أورد موقع “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن الحكومة “الإسرائيلية” ورئيسها استغلوا هذا القرار من أجل مواصلة سياسة الهدم، بينما يمجد نتنياهو استخدام الدولة للقوة تجاه المواطنين العرب في أم الحيران وقلنسوة، والشرطة “الإسرائيلية” بدورها تثبت مرة ثانية أنها ترى في الجمهور العربي كله عدواً، ومن السهل على الشرطة “الإسرائيلية” الضغط على الزناد عندما يكون الحديث عن مواطنين عرب، في حين يحظى أفراد الشرطة مطلقو النار بالحصانة من جانب وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة.
وأكد المركز أن بيان الشرطة يعكس ثقافة الكذب والتحريض التي تتبعها السلطات “الاسرائيلية” بحيث اتهمت قبل أسابيع قليلة فقط الجمهور العربي بتنفيذ حرائق على خلفية قومية، الأمر الذي ثبت لاحقاً أن لا أساس له إطلاقاً، سياسة الكذب هذه والتي أدانتها في السابق لجنة أور والتي كانت قد أكدت أن الشرطة تتعامل مع المواطنين العرب في الدولة كأعداء لها.
بدوره، أدان التجمع الوطني الديمقراطي العدوان الدموي على قرية أم الحيران، صباح اليوم الأربعاء، والذي سقط ضحيته المربي يعقوب أبو القيعان، وحمل الحكومة “الإسرائيلية” كامل المسؤولية عن التصعيد، وفي الوقت نفسه حذر من تبني رواية الشرطة في تبرير جريمة القتل.
ووصف التجمع، في بيان صدر عنه اليوم العدوان بالدموي والهمجي والفاشي والغاشم، تشنه الحكومة “الإسرائيلية” وشرطتها على قرية أم الحيران؛ ما أدى إلى استشهاد المربي أبو القيعان، بالإضافة إلى عشرات من المصابين من سكان القرية المسلوبة الاعتراف، كما أدان الاعتداء على رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة وكل القيادات العربية المتواجدة في المكان.
وحمل البيان الحكومة “الإسرائيلية” وشرطتها وأذرعها الأمنيّة والعسكريّة كامل المسؤولية عن التصعيد الممنهج ضد العرب، وعدّ الحاصل في الأسابيع الأخيرة من هدم وقتل، حربًا تشنّها “إسرائيل” علينا، مفعّلة آليّة القتل والاقتلاع الصهيونية ضد العرب الفلسطينيين، والتي تشبه أيّما شبه، نكبتنا عام 1948م.
وحذر التجمع من مغبّة هذا التصعيد “الإسرائيلي” الأرعن ضدّ الحيّز الفلسطيني الأصيل، الإنساني والمكاني، والذي سيكون حدثًا تاريخيًا مفصليًا آخر في شكل العلاقة المشوّهة بين العرب و”إسرائيل”، مضيفا أن النفسيّة “الإسرائيلية”، كانت ولا تزال تؤمن بأن الدم العربي رخيص، وأن البيت العربي ليس إلا مجموعة من مواد البناء، وهذه ليست إلّا نفسية الأبرتهايد العنصري كما علّمنا التاريخ.
وأكد ضرورة التصدي لهذه الجرائم بآليات نضالية جديدة، ونوّه أن أي تراخ في الردّ على هذا التصعيد، هو ضوء أخضر لهذه الدولة للمزيد من التصعيد والاقتلاع والهدم والقتل.
من جانبها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني في قرية أم الحيران في النقب المحتل، بالجرائم العنصرية، وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي بالحركة: إن ما تقوم به آلة الحرب الصهيونية في قرية أم حيران بالنقب المحتل؛ جرائم عنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وتصعيد صهيوني خطير.
وحيا الرشق في تغريدة له على حسابه الشخصي عبر “تويتر” صمود وبسالة الشعب الفلسطيني في قرية أم حيران في الداخل المحتل؛ الذين تصدوا لغطرسة المحتل الصهيوني بعد اقتحام القرية لهدم حي فيها.
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبداللطيف القانوع، أن محاولات الاحتلال باستهداف الوجود الفلسطيني ستفشل أمام صمود الشعب ومقاومته.
وقال القانوع في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء: إن اعتداءات الاحتلال بحق شعبنا وهدم منازله وقراه في النقب المحتل وقرية أم الحيران وعمليات القتل في قلنديا جرائم بشعة تستهدف وجوده ومستقبله واقتلاعه من أرضه تحت سمع العالم أجمع وبصره.
وأشار إلى أن كل محاولات تغيير معالم فلسطين وطمس هويتها واستئصال أهلها منها ستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وإرادته.
وحيا القانوع صمود أهلنا وشعبنا وثباتهم وتصديهم لهمجية الاحتلال “الإسرائيلي” وغطرسته.