أجرى الحوار: هاني صلاح
قام بالترجمة: جمال خطاب
- بموجب سياسة الذبح العرقي فى الصين تصبح نساء الأويجور هدفا مباشرا لعدوان الحكومة الصينية
- الحكومة الصينية تنقل مئات الالاف من الفتيات الاويغور غير المتزوجات الى المصنعين الصينيين تحت اسم التوظيف؛ لاجبارهن على الزواج المختلط.
- ألقي القبض على آلاف النساء الأويجور وتم سجنهن بسبب ارتداء الحجاب وتعرضن للاغتصاب والاختفاء
- المرأة الأويجورية هي الهدف الأكثر ضعفا لسياسة الطفل الواحد في الصين
قالت الناشطة الأويجورية في حقوق الإنسان روقية توردش: إن نساء الأويجور هدف مباشرا لعدوان الحكومة الصينية بسبب الذبح العرقي فى الصين.
وأضفات في حوارها مع مجلة المجتمع أن المرأة الأويجورية هي الهدف الأكثر ضعفا لسياسة الطفل الواحد في الصين، مضيفة أنه خلافا لمعظم النساء الصينيات من إثنية الهان، تقاوم نساء الأويجور سياسة الطفل الواحد للصين. ولا يدعم أي منهم طوعا سياسة الطفل الواحد، ويواجهن الإجهاض القسري غير المهني في العيادات الطبية المتخلفة ويتحملن العذاب العقلي الهائل والمعاناة الجسدية
وختمت حوارها بدعوة المنظمات الأويجورية للعمل جنبا إلى جنب مع الإخوة والأخوات المسلمين في جميع أنحاء العالم للحصول على حقوق الأويجور.
فإلى تفاصيل الحوار:
1 ـ في بداية الحوار.. نود التعريف بكم للجمهور؟
اسمي روقية توردش، ناشطة أيجورية مستقلة في مجال حقوق الإنسان الأويجور، والرئيسة السابقة للجمعية الكندية الأويجورية.
درست التاريخ في جامعة شرق الصين في شنغهاي. وهاجرت مع والدي في عام 1999، حيث درست التنمية الدولية في جامعة “وندسور”، ثم مارست العمل الاجتماعي في كلية “جورج براون” في كندا.
أقوم بإدارة موقع qarlighach.com بلغة الأويجور. ونشر مقالات باللغة الإنجليزية في مدونتي في Medium.com. وألفت كتاباً بعنوان: “التوق إلى الحرية” بلغة الأويجور.
2 ـ نود التعرف على الواقع المحيط بالمرأة الأويجورية المسلمة في تركستان الشرقية؟
تقع النساء في تركستان الشرقية (تطلق عليه الصين اسم شينكيانج، أي المستعمرة الجديدة) تحت القمع الاستعماري المنهجي للصين؛ فالحكومة الصينية ترغب في استئصال الجنس الأويجوري الذي يتعرض لما هو أسوأ من الإبادة الجماعية؛ ولذلك لو استمرت الإبادة الجماعية، فقد تستأصل هذه المجموعة العرقية الكبيرة من البشر، وهذا وحده يؤدي لمحو أمة إثنية كاملة، بالإضافة إلى القضاء التام على التاريخ والذاكرة المشتركة، والدين، واللغة الخاصة بهذه المجموعة المستهدفة.
فبموجب سياسة الذبح العرقي فى الصين تصبح نساء الأويجور هدفاً مباشراً لعدوان الحكومة الصينية.
3 ـ ما أبرز مظاهر معاناة نساء الأويجور؟
يمكنني أن أجمل معاناة نساء الأويجور في تركستان الشرقية على النحو التالي:
1 – بسبب تقييد سياسة إنجاب طفل واحد وتقاليد الشعب الصيني التي يفضل الذكور علي الإناث، قام معظم الآباء الصينيين بإجهاض حمل الإناث لكي ينجبن ذكورا. ونتيجة لذلك زادت حالات الإجهاض الانتقائي مما أدى لقلة الفتيات وزيادة كبيرة في الذكور في السنوات الثلاثين الماضية.
ووفقا لما ذكرته أرقام الحكومة الصينية التي نشرتها وكالة أنباء شينخو الرسمية في مارس عام 2014 فإن عدد الرجال الصينيين من إثنية الهان تزيد بنحو 33 مليون نسمة عن عدد النساء الصينيات من نفس الإثنينة.
من أجل حل هذه الإشكالية المتعلقة بإثنية الهان الصينية، وفي الوقت ذاته لتحقيق هدف إذابة عرقية الأويجور المسلمة في المجتمع الصيني؛ بدأت الحكومة الصينية في نقل إجباري لمئات الآلاف من الفتيات الأويجور (غير المتزوجات) من تركستان الشرقية للعمل في المصانع الصينية داخل الصين نفسها بحجة التوظيف.
وقد كان الرد على أي مقاومة من هؤلاء الفتيات عقوبات قاسية؛ فقد تم تدمير منازلهن، والقبض على آبائهن الذين رفضوا ذهاب بناتهم للصين، وحجبت الفتيات في مصانع للعمل القسري ولم يسمح لهن بالعودة إلى تركستان الشرقية.
2 – حرمانا للأويجور من الهوية الدينية أصدرت الحكومة الصينية لائحة دينية بحجة إزالة التطرف، تمارس رقابة صارمة على الأويجور، وأي شخص يؤمن بالله ويمارس الإسلام حسب هذه اللائحة يعتبر متطرفا دينيا ويواجه الاعتقال والتعذيب. وقد اختفى عدد لا يحصى من الأويجوريين قسرا في السجن ووقع ضحية الاستئصال العرقي التي تمارسها الحكومة الصينية أعداد أخرى.
كما يتعرض الزي الإسلامي الذي يمثل الهوية الدينية للأويجور لهجوم مباشر من الحكومة الصينية. وقد ألقي القبض على آلاف النساء الأويجور وتم سجنهن بسبب ارتداء الحجاب وتعرضن للاغتصاب والاختفاء في السجن.
3 – المرأة الأويجورية هي الهدف الأكثر ضعفا لسياسة الطفل الواحد في الصين.
وخلافا لمعظم النساء الصينيات من اثنية الهان، تقاوم نساء الأويجور سياسة الطفل الواحد للصين. ولا يدعم أي منهم طوعا سياسة الطفل الواحد، ويواجهن الإجهاض القسري غير المهني في العيادات الطبية المتخلفة ويتحملن العذاب العقلي الهائل والمعاناة الجسدية.
- وكما هو مقرر في الدين الإسلامي يمنع منعا باتا علي النساء الزواج من أشخاص علي غير دينهم. والأويجور مسلمون، ومقارنة مع الأقليات الأخرى في الصين فإن حالة النساء الأويجور اللائي يتزوجن من إثنية الهان الصينية نادرة جدا أو لا توجد تقريبا.
وقد أظهرت الإحصاءات الصينية فى العام الماضي أنه على الرغم من الجائزة المالية الحكومية التى تقدم (عشرة آلاف يوان صيني) للنساء الأويجور اللواتي يتزوجن من إثنية الهان الصينية؛ فإن نسبة زواج النساء الأويجور من الهان الصينية لا تتجاوز 0.01 فى المائة؛ وهو ما أدى إلى حالة شديدة من عدم الراحة من قبل الحكومة الصينية برزت في تشريعاتها الدينية الجديدة التي تستهدف الأويجور فقط، وتنص على أنه إذا تدخل أي شخص أو حاول التدخل لإعاقة أي شخص من الزواج من جنسية الهان الصينية فإنه يعتبر متطرفا دينيا. ونتيجة لذلك لن يتمكن الوالدان من إيقاف زواج أبنائهم، ولن يتمكنا من تثقيف الأطفال وتعريفهم بالشرع الإسلامي في الزواج.
وقد شرع هذا العام عدد النساء الأويجور في الزواج من رجال صينيين من إثنية الهان.
4- عفوا.. ما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
حقيقة.. هناك سببان رئيسان وراء ذلك:
السبب الأول هو الفصل الاقتصادي بين الأويجور نتيجة دفع الملايين من إثنية الهان المستوطنين الصينيين، إلى الهجرة إلى تركستان الشرقية كل عام؛ وهو ما يشكل أخطر ضربة للنساء الأويجور.
وخلافا للرجل، فإن المرأة معرضة للعمل العام الثقيل، ومن المستحيل بالنسبة لها الحصول على فرص عمل في تركستان الشرقية.
وكنت قد شاهدت بنفسي عندما كنت في الصين أن العديد من أصدقائي الأويجور الذين تخرجوا في الجامعة أصبحوا عاطلين عن العمل في تركستان الشرقية في حين أن الصينيين الذين حتى لم ينهوا المدرسة الثانوية عرضت عليهم وظائف عالية الأجر.
أما السبب الثاني فهو انخفاض عدد الرجال الأويجور بشكل مثير للصدمة بعد عدة سنوات من حملة الإضراب القوية التي قام بها ذكور الأويجور في الصين، وسجنهم بأسباب مختلفة مزعجة مثل عدم شرب الكحول أو الاتصال بالأصدقاء في الخارج. ونتيجة لذلك فإن أعداد النساء العازبات والأمهات الوحيدات اللاتي ازداد عددهن أكثر من أي وقت مضى.
وقد بدأت النساء الأويجور بالخوف الشديد من رفضهن بشدة للزواج من رجال الهان الصينين أكثر من ذي قبل، حتي لا يتهمن بتعريض وحدة الأمة للخطر، ومن ثم يتم ارسالهن لمعسكرات لإعادة تعليمهن!
5 ـ ما توصياتكم المستقبلية للجهات المعنية بحقوق المرأة لمساعدة المرأة في تركستان؟
التحديات التي تواجهها نساء الأويجور سياسية واقتصادية أساسا، ويجب على المنظمات الأويجورية جنبا إلى جنب مع الإخوة والأخوات المسلمين في جميع أنحاء العالم المحاربة معا للحصول على حقوق الأويجور.
وبدون الحقوق السياسية والإقليمية للأيجور، فمن المستحيل إنقاذ نسائهم وتغيير حياتهن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** شكرا وتقدير للزميل الصحفي المتخصص في شئون الأقليات المسلمة “محمد سرحان“، لدوره في التواصل والتنسيق مع ضيفة الحوار.