نفذ العشرات من النشطاء والحقوقيين وممثلون عن المجتمع المدني، أمس السبت، وقفة احتجاجية بمدينة صفاقس (جنوب) رافضة لنصب تمثال للرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة بالمدينة.
وحمل المحتجون لافتات كتبوا عليها عبارات رافضة لإقامة التمثال، مثل “الصفاقسية قالولكم الفلوس اللي ماشية للأصنام حلولنا بيها مشاكل هالزمان” (أهل صفاقس يقولون لكم: الأموال المخصصة للأصنام عالجوا بها مشاكل هذه الأيام)، و”هدر للمال العام وتعميق أزمة الدينار (العملة المحلية)”.
وفي حديثه لوكالة “الأناضول” على هامش الفعالية، قال الناشط الحقوقي، زهير البعتي: “مشاكلنا هي البنية التحتية والتلوث وانهيار الاقتصاد، ولسنا بحاجة إلى إقامة النصب التذكارية”.
وكان الرئيس المؤقت لبلدية صفاقس عماد السبري، قال في بيان يوم الجمعة: إن البلدية تفاجأت بوجود تمثال بورقيبة في مستودع لبلدية صفاقس منذ ما يزيد على 23 سنة في حالة يرثى لها لا تليق بزعيم وطني ساهم في استقلال تونس.
وأضاف: حفاظاً على هذه الذاكرة (..)، ستقوم بلدية صفاقس بإعادة الاعتبار لهذا المجسم (دون تحديد موعد لنصبه) المصنوع من مادة النحاس والذي يعتبر رمزاً من رموز تاريخ البلاد التونسية إبان الاستقلال يعود إنجازه لسنة 1978.
وفي يونيو 2016م، أعاد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تمثالاً للراحل بورقيبة، وسط الشارع الرئيس بالعاصمة تونس، الذي يحمل اسمه، بعد 28 سنة من إزالته في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به ثورة يناير 2011م.
ورد السبسي يومها على منتقدي إعادة تمثال بورقيبة بالقول: من يريد أن يحتجّ فليحتج؛ لأن حرية التعبير مكفولة لكل التونسيين وحق من حقوقهم، حسب قوله.
وأزال بن علي كل التماثيل التي أقامها بورقيبة لنفسه أثناء فترة حكمه (1956-1987م) بأغلب المدن التونسية.