ظهور الأسير عمر العبد من قرية كوبر في محكمة عوفر الخميس الماضي وهو يبتسم غير آبه بمن حوله، وقضاة المحكمة العسكرية أمامه، واستمرار البسمة دون توقف بعد ظهور الحكم بالسجن أربعة مؤبدات وغرامة مالية بمليوني شيكل، وعدم الإفراج عنه في أي صفقة تبادل قادمة، كان لها قراءة خاصة في عيون الأسرى والمحررين وانتشار واسع لابتسامته على مواقع التواصل الاجتماعي.
سرعة التفاعل
الإعلامي المحرر د. أمين أبو وردة من نابلس، المختص بالإعلام الإلكتروني، قال في حديث معه: أصبحت منصات التواصل الاجتماعي منبراً للتفاعل مع أي قضية وبسرعة فائقة، فالتقارب الزمني بين الحدث والتعليق أصبح واقعاً، بينما كان في الماضي هناك فارق زمني كبير بين الحدث والتفاعل معه.
وأضاف أبو وردة: لاحظت بعد الحكم على الأسير الشاب عمر العبد من كوبر سرعة في التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي تشيد بقوة إرادته وعدم تأثره بالهالة الأمنية داخل المحكمة، والمطالبة بإعدامه من قبل أحد القضاة الثلاثة، الذي عبر عن غضبه من ابتسامة الأسير الشاب عمر العبد.
لها أبعاد
وتابع أبو وردة قائلاً: تفاعل الجمهور الفلسطيني والعربي بقضية الشاب الأسير عمر العبد له أبعاد إيجابية في تغذية الرأي العام نحو دعم الحركة الأسيرة، واعتبار نموذج الأسير عمر العبد قدوة لجيل الشباب في الدفاع عن الوطن.
أسرى ومحررون يتحدثون
“المجتمع” تواصلت مع أسرى سجن النقب، وعلق الأسير أمجد المحكوم 13 عاماً وأمضى منها سبعة أعوام قائلاً: شاهدنا التعليق العبري على محاكمة الأسير الشاب عمر العبد الذي ظهر واثق الخطوة، وكانت التعليقات الصحفية من وزراء وأعضاء “كنيست” غاية في العنصرية، وهذا يدلل على تأثير عمليته البطولية ضد جنود الاحتلال على عقلية قادة دولة الاحتلال، ولم يكن غريباً أن يظهر الأسير الشاب عمر العبد بهذه النفسية، فهناك أصحاب مؤبدات لا يأبهون بها بتاتاً، فالأسرى أصحاب قضية سامية.
ورأى الأسير خالد المحكوم بالسجن لمدة عشر سنوات وبقي له أقل من عام، أن قوة الأسير الشاب عمر العبد كان لها تأثير كبير على نفسية الأسرى وعائلاتهم أيضاً، فقوة الأسير داخل المحكمة العسكرية تعطي انطباعاً إيجابياً للفلسطينيين وخصوصاً الأسرى وعائلاتهم.
أما المحررة مريم عرفات، من نابلس، قالت: مشاهد الأسرى المؤبدات داخل المحاكم العسكرية يتباهى الشعب الفلسطيني بها باعتبارها لها وطني، فلا ندم ولا خوف ولا استكانة ولا اعتبار لأحكام المحاكم العسكرية في حياة الأسير، فهي تعتبر حبراً على ورق ولا قيمة لها، وهناك جيش من الأسرى أصحاب المؤبدات المتكررة، مثل القائد النائب عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” مروان البرغوثي، والمهندس عباس السيد، والمهندس عبدالله البرغوثي، وإبراهيم حامد، وغيرهم من قادة الحركة الأسيرة.
وترى المحررة إيمان عامر، زوجة عميد الأسرى نائل البرغوثي، من قرية كوبر الذي ينحدر منها الأسير عمر العبد في الحكم الصادر بحق الأسير العبد، أنه حكم انتقامي ولإظهار سطوة الاحتلال على الأسرى، فالاحتلال يتجاهل أن الشعب الفلسطيني يقدم التضحيات منذ النكبة وما قبلها في سبيل وطنه المسلوب، والشاب الأسير عمر العبد لم يكن جنائياً ولا إرهابياً، فالاحتلال والمستوطنون هم في خانة الإرهاب.