أكد مؤتمر “الأقليات المسلمة في العالم” بإسطنبول أنّ الإسلاموفوبيا والتطرف ومعاداة الأجانب والتمييز العنصري والعرقي أثّرت سلباً على الكرامة الإنسانية وعلى القيم الأخلاقية المشتركة، وقللت من النظرة التفاؤلية نحو المستقبل.
وأوضح في بيانه الختامي أن سياسات الاستعمار والاحتلال التي تتبعها الأنظمة الإمبريالية، أدت إلى تعرض شريحة كبيرة من الناس حول العالم للمجاعة والفقر.
وناقش المؤتمر -الذي انطلقت أعماله الإثنين الماضي واختتمت اليوم- أهم المشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي، وإمكانات وفرص حل تلك المشاكل.
وذكر البيان الختامي أنّ “المشاريع السياسية المبنية على أساس العنصرية والتطرف في بعض البلدان التي يعدّ فيها المسلمون من الأقليات، تضيّق الخناق على المسلمين وتحد من حرياتهم وحركتهم وتقوّض حقوقهم، وتشلّ عمل مؤسساتهم الثقافية والاجتماعية”.
وأشار البيان إلى أنّ رئاسة الشؤون الدينية التركية تنظم فعاليات عديدة لحل مشاكل الأقليات المسلمة في العالم، ومن هذه الفعاليات المؤتمر الاستشاري الإسلامي الأوراسي، وقمة رجال الدين الإسلامي في إفريقيا، وملتقى مسلمي أوروبا، وقمة رجال الدين في آسيا.
ونوّه بأن الدين الإسلامي كان عبر التاريخ مثالاً للعدالة والمساواة والرحمة والأخلاق الحميدة، وحمى على مر العصور حقوق المظلومين والأقليات.
وأكّد البيان أنّ الأزمات الراهنة يمكن حلها من خلال تبني مبادئ العدالة والحق والرحمة التي يدعو إليها الدين الإسلامي.
ولفت إلى أنّ “حق التعلّم وإحياء العادات والتقاليد والحفاظ على الموروث الثقافي واللغة وممارسة الشعائر الدينية والعقائدية، يعد من الحقوق الأساسية لكافة الأقليات، وأنّ الدين الإسلامي يدعو إلى صون تلك الحقوق وعدم المساس بها”.
وأوضح البيان أنّ تعرّض الأقليات بغض النظر عن معتقداتهم والمنطقة التي يعيشون فيها، إلى الظلم والاضطهاد والتمييز العرقي والديني والعنصري يعتبر جريمة بحق الإنسانية.
وأشار البيان إلى تصاعد الهجمات والاعتداءات العنصرية بشكل كبير ضد اللاجئين والمهاجرين، بما في ذلك المنازل ودور العبادة والمحلات التجارية التابعة لهم، في مختلف دول العالم.
وانتقد تقاعس بعض الدول عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المتورطين في تلك الاعتداءات. مؤكّدا أن هذا الأمر يُشجّع أكثر على ارتكاب الجرائم العنصرية، ويُعد نفاقًا وازدواجية في المعايير.
القدس عاصمة فلسطين
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في القدس، أشار البيان إلى أن الجهود الرامية إلى جعل المدينة الفلسطينية عاصمة لمجتمع مُحتل، ستؤدي إلى زيادة الفتنة والفوضى والصراعات أكثر.
وأضاف، “القدس هي عاصمة فلسطين بالنسبة إلى جميع المسلمين، وستبقى كذلك إلى الأبد، وأن المسلمين يقفون إلى جانب المسجد الأقصى وفلسطين كما وقفوا تاريخيًا ضد الاحتلال والظلم”.
ودعا البيان الختامي الأقليات المسلمة في أنحاء العالم، إلى “تطوير وسائل واستراتيجيات للتواصل من أجل إيجاد حلول مشتركة للمشاكل وتعزيز التعاون والتضامن والصداقة فيما بينها”.
وشدّد على أهمية العلم والحكمة والمعرفة في الإسلام، مبينًا أنه ينبغي على المسلمين تجنب التصرفات أو الأقاويل التي من شأنها أن تتسبب بالفتن والتفرقة المذهبية والاثنية وتضر بوحدتهم.
كما أشار إلى أن محاولة انقلاب 15 يوليو 2016 فضحت منظمة “فتح الله جولن” الإرهابية الخبيثة التي تأسست على يد قوى عالمية عميقة بهدف إشعال الفتن والإرهاب في العالم الإسلامي.
وحذّر من ممارسات التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”بوكو حرام” و”الشباب” التي تستغل الدين الإسلامي ومصطلحاته، “من أجل تحقيق مصالحها القذرة من خلال العنف والإرهاب”.
وأعلن البيان عن تأسيس “الوقف الدولي للتضامن مع المجتمعات المسلمة” من قبل رئاسة الشؤون الدينية في العاصمة التركية أنقرة، بهدف تفعيل الخطوات المذكورة أعلاه.