طالب نواب ديمقراطيون بالتحقيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد تقرير صحفي كشف أنه دفع محاميه السابق للكذب على الكونجرس بشأن أحد مشاريعه في موسكو.
وتوعد النائب الديمقراطي البارز آدم شيف بالتحقيق في التقرير، وكتب على “تويتر” أن المزاعم بأن رئيس الولايات المتحدة ربما حرض على الكذب تحت القسم في شهادة أمام اللجنة لعرقلة التحقيق والتغطية على تعاملاته التجارية مع روسيا هي من بين الأخطر حتى الآن. وأضاف: سنفعل ما هو ضروري لنعرف الحقيقة.
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في تغريدة: إن التقرير الذي نشره موقع “بازفيد” يزيد أهمية متابعة التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر، وعلى المرشح لمنصب وزير العدل وليام بار أن يكون صريحا إزاء عدم التدخل في التحقيقات والتعهد بعرض تقرير مولر على العامة فور صدوره.
من جهته، طالب السيناتور الديمقراطي بوب ميننديز الكونجرس بالتحقيق بشأن ما إذا كان ترمب أمر محاميه السابق مايكل كوهين بالكذب في شهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
وأضاف ميننديز أنه يعلم أن بعض مساعدي ترمب كذبوا وحاولوا عرقلة التحقيقات، وأن مجرد فكرة أن يكون ترمب وجه كوهين للحنث باليمين وعرقلة التحقيقات هي فكرة مقلقة، ويستطيع الكونغرس أن يحقق في الأمر.
من جانبه، قال إريك هولدر، المدعي العام السابق في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في تغريدة له تعليقاً على دفع ترمب محاميه إلى الكذب: إنه لو صح هذا الخبر فإنه يجب على مجلس النواب أن يبدأ إجراءات عزل ترمب.
وقال هولدر: إنه على وزير العدل الجديد أن يشير على الأقل إلى الأجزاء ذات الصلة التي اكتشفها مولر.
في المقابل، قال البيت الأبيض: إن التقرير الذي يزعم أن ترمب وجه محاميه السابق للكذب أمام الكونغرس “عارٍ عن الصحة”.
من جهته، قال رودي جولياني محامي ترمب: إن أي “تلميح إلى أن الرئيس أمر محاميه السابق مايكل كوهين بالكذب غير حقيقي جملة وتفصيلاً”.
وشكك جولياني في مصداقية كوهين، وقال: إنه “إذا أمكنك أن تصدق كوهين فإن ذلك يعني أنني أستطيع إيجاد صفقة لشراء جسر بروكلين”.
وفي وقت سابق الجمعة نشر ترمب تغريدة اقتبس فيها تصريحاً للإعلامي الأمريكي في شبكة فوكس نيوز كيفين كورك جاء فيها أن كوهين أدين بالفعل بالحنث باليمين والاحتيال، وأنه حتى وقت قريب -كما قالت صحيفة وول ستريت جورنال- ربما يكون سرق عشرات الآلاف من الدولارات.
وكان موقع بازفيد قد نقل عن مسؤوليْن أميركييْن قولهما إن الرئيس ترمب وجه محاميه السابق مايكل كوهين للكذب أمام الكونجرس بشأن مشروع “برج ترمب” في موسكو.
وأضاف المسؤولان المعنيان بالتحقيقات أن ترمب طلب من كوهين إجراء مفاوضات مع روسيا لبناء “برج ترمب” في موسكو خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016.
ولم يقم كوهين بتلك الزيارة، ونفى ترمب مراراً وبشدة أي تعاملات له مع روسيا خلال الحملة.
وذكر الموقع أن كوهين زود ترمب وابنته إيفانكا وابنه دونالد ترمب جونيور بمعلومات منتظمة عن مشروع موسكو.
وكوهين -الذي كان اليد اليمنى لترمب وعمل لصالح شركته في نيويورك في ذلك الوقت- أقر بذنبه العام الماضي في قضية دفع أموال قبل انتخابات عام 2016 الرئاسية لشراء صمت نساء أقمن علاقات مع ترمب.
وألقى كوهين بالمسؤولية في هذه الجريمة على ترمب الذي أدار عملية دفع الأموال.
وحكم على المحامي الأمريكي البالغ من العمر 52 عاماً بالسجن ثلاث سنوات لخرقه قوانين تمويل الانتخابات وتهم أخرى، إلا أنه لم ينفذ الحكم حتى الآن بسبب المساعدة التي يقدمها للتحقيقات المستمرة باحتمال تواطؤ حملة ترمب مع روسيا.