في ظل الأزمات تخرج معادن الناس، فهناك أناس لا تستطيع أن توفيهم حقهم من البذل والعطاء الذي يقدمونه، فهؤلاء مهما قلت لهم لا تستطيع أن توفيهم حقهم، وهناك أناس يعملون وفق ما يستطيعون، ولهؤلاء مليون شكراً، وأنا هنا لا أتحدث عن أناس معينين، ولكن أتحدث عن كل من يعمل في الخطوط الأمامية والدعم اللوجستي.
وعندما أقول شكراً، فإن الشكر موصول لكل الجنسيات التي عملت، فالمواطن الكويتي يقوم بواجبه تجاه وطنه وهو يجسد حبه لبلده، وبالنسبة لإخواننا «البدون» فهم يعبرون عن حبهم لبلدهم الذي يحاول من في قلبه مرض أقوى من كورونا وهو مرض العنصرية أن يسلخهم منه وهيهات لهم، وشكراً للإخوة المقيمين شركائنا في حماية الكويت، ولكن نرى بعض المقيمين من جنسيات محددة، واسمحوا لي بأن أحددها، بعض مواطني الجنسية المصرية المقدّرة عندنا التي نكنّ لها كل احترام وتقدير، فمنهم الأطباء في الصف الأمامي، والمعلمون الذين علّمونا، والمستشارون العظماء، ولكن هناك بعض من تسول له نفسه -وهم بحمد الله قلة قليلة- أن يحاول التشويش على صفو العلاقات بين الكويت وشقيقتها مصر، وهؤلاء أقول لهم: لن تنجح مساعيكم المريضة، وكل من طلب منكم العبث بأمن الكويت.
إن المشكلات الداخلية لأي بلد لا يمكن أن ننقلها إلى البلد الذي فتح لكل شريف، وفتح المواطنون قلوبهم لكل مقيم؛ “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”، بغض النظر عن المشكلات في مصر التي نحن لسنا سبباً فيها، وأقول لإخواني المصريين: حياكم الله في بلدكم وبين أهليكم، ولكل من يريد الإساءة فهي شخصية لمن يفعلها، وأقول لوزارة الخارجية الكويتية: نحن نثق بحكمة وحزم الوزير الشيخ د. أحمد ناصر المحمد، ونرجو منه أن يوجه السفارات الكويتية في الخارج برفع قضايا على كل من يسيء للكويت، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
_______________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.