دعا مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، اليوم الأربعاء، إلى إجراء تحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت، وإنفاذ حكم المحكمة الدولية الخاصة التي أدانت عضو “حزب الله” سليم عياش في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
جاء ذلك في كلمة بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية أوردتها “الوكالة الرسمية للأنباء”.
وقال دريان: إن “التهديد الوجودي للبنان الوطن والدولة، يقتضي أموراً عاجلة أبرزها تحقيق دولي في انفجار المرفأ لتحديد المسؤوليات واستعادة الثقة، والإقبال على تغيير جذري في السلطة”.
كما طالب دريان الرئيس اللبناني ميشال عون بإجراء استشارات عاجلة لتشكيل حكومة حيادية إنقاذية، للتعامل مع آثار الكارثة، وإعادة الإعمار، والعمل مع المجتمع الدولي لوقف الانهيار الاقتصادي في بلاده.
وشدد على ضرورة أن تكون إحدى مهام الحكومة اللبنانية الجديدة “إنفاذ الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية، في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
ومضى قائلاً: “إذا بقينا على انقسامنا ولم نبنِ دولة، فلن يفيدنا أي حياد حتماً، ولن نخرج من نفق التمزق والتشرذم والحقد والعداء”.
ويعيش لبنان فترة عصيبة جراء انهيار اقتصادي منذ نحو عام، ضاعف آثاره انفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى صدور حكم يدين أحد أعضاء “حزب الله” اللبناني في حادث اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قبل نحو 15 عاماً.
وفي 4 أغسطس الجاري، قضت بيروت ليلة دامية؛ جراء انفجار ضخم في مرفأ المدينة، خلف أكثر من 178 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، بجانب دمار مادي هائل، بخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقاً لأرقام رسمية غير نهائية.
ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، بعد أن حلت منذ 11 فبراير الماضي، محل حكومة سعد الحريري، التي أجبرتها احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية على الاستقالة، في 29 أكتوبر الماضي.
وأدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أمس الثلاثاء، خلال جلسة في مدينة لاهاي بهولندا، سليم عياش، عضو “حزب الله”، وبرأت المتهمين الثلاثة الآخرين، وهم: حسن مرعي، وحسين عنيسي، وأسد صبرا.
وحدّدت المحكمة 21 سبتمبر المقبل موعداً لإصدار العقوبة بحق عياش في اغتيال الحريري عبر تفجير أثناء مرور موكبه بالعاصمة بيروت، في 14 فبراير 2005.