بوتيرة متسارعة، يسابق كيان الاحتلال الصهيوني الزمن لفرض عملية الضم الاستعمارية، وتقسيم الضفة المحتلة إلى عدة أجزاء بواسطة جدار الفصل العنصري والاستيطان، في مقابل عملية الفصل والتقسيم ربط الكتل الاستيطانية مع بعضها، وعزل البلدات والمدن الفلسطينية، ليتجلى نظام الفصل العنصري في أبشع صوره ضد الشعب الفلسطيني.
عساف: الاحتلال أقام 20 بؤرة استيطانية ويخطط لتهجير 154 تجمعاً في الأغوار
تقارير حقوقية وأخرى صادرة عن مؤسسات مختصة بالاستيطان وثقت شروع الاحتلال بالفعل في فصل شمال الضفة المحتلة عن وسطها، بهدف تعزيز الاستيطان في المنطقة المصنفة “E1″، وشق طريق أطلق عليه الاحتلال “طريق السيادة”، وقد تم رصد موازنة ضخمة لتنفيذ هذا المخطط، وسيؤدي هذا المخطط لإغلاق مدخل بلدة العيزرية الشمالي في القدس، ونقل حاجز الزعيم العسكري وتخصيص طرق للمستوطنين والاستيلاء على مساحات واسعة شرق القدس بهدف تطبيق مخطط القدس الكبرى للاستيلاء على 10% من مساحة الضفة المحتلة.
الخواجا: مخطط فصل الضفة خطير ويهدف لربط المستوطنات وقطع التواصل الجغرافي الفلسطيني
حرب تهويد وفصل عنصرية
رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان وجدار الفصل العنصري صلاح الخواجا، أشار لـ”المجتمع” إلى أن الاحتلال يسابق الزمن بهدف السيطرة وتقسيم وتفتت الجغرافيا السياسية الفلسطينية بالكامل، في حين يتم ربط كل التكتلات الاستيطانية مع بعضها بواسطة الطرق الالتفافية والأنفاق، لافتاً إلى أن كل مخططات الاحتلال تنصب على فصل وتقسيم الضفة عن بعضها، ضمن مخطط الضم الاستعماري، وعزل الفلسطينيين في كانتونات صغيرة يستحيل فيها إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وأشار الخواجا إلى أن كيان الاحتلال يستغل كل لحظة متبقية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وأعلن في أقل من أسبوعين عن عطاءات استيطانية لإقامة أكثر من 3000 وحدة استيطانية، وإطلاق العنان للمستوطنين الذين اقتلعوا خلال هذا الشهر 4000 آلاف شجرة زيتون في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
معهد “أريج”: المساحة العمرانية للمستوطنات فاقت عدة محافظات فلسطينية
زيادة مساحة المستوطنات
بدوره، وثق معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” في تقرير له زيادة في الوجود الاستيطاني، حيث بلغت مساحة المستوطنات العمرانية أكبر من مساحة خمس محافظات فلسطينية، هي أريحا والأغوار وقلقيلية وسلفيت وطوباس، وأن مساحة المستوطنات في تزايد مستمر.
في السياق، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف: إن الاحتلال يواصل حرب الاستيطان والتهويد، ويحاول تهجير 154 تجمعاً فلسطينياً في الأغوار التي تشكل ثلث مساحة الضفة المحتلة، وهدم العام الماضي نحو 879 منزلاً ومنشأة فلسطينية ضمن محاولات الاحتلال تهجير الشعب الفلسطيني، الذي سيواصل الصمود على أرضه، ولن يسمح للاحتلال بالاستيلاء على الأرض الفلسطينية.
وأكد عساف أن الاحتلال أطلق العنان لقطعان المستوطنين ليعيثوا فساداً، وتنفيذ اعتداءات على البلدات والقرى وقطع الطرق الواصلة بينها، لافتاً إلى أن الاحتلال أقام العام الماضي 20 بؤرة استيطانية.
وتشير الإحصاءات الفلسطينية إلى أن الاحتلال أقام خلال ولاية ترمب 32 ألف وحدة استيطانية في الضفة المحتلة والقدس، ويخطط للاستيلاء على ثلث مساحة الضفة لضمها، ضمن ما يعرف بمخطط الضم الاستعماري.