يقول الله تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) (النمل: 65)، وبالتالي من يسأل منجماً أو ساحراً أو كاهناً ويعتقد بعلمه المستقبلي أو الغيب وصدَّقه فقد كفر؛ لأنه ناقض صريح الآية الكريمة التي ذكرناها وفهمها الواضح الدقيق في هذا الأمر.
نتمنى لدولة قطر الشقيقة النجاح والتوفيق في إدارة هذا التجمع الرياضي العالمي “كأس العالم لكرة القدم”، وأن تكون لهم البصمة العالمية إدارة في ذلك وفي التاريخ، وليس هذا بالشيء الجديد حقيقة على دولة قطر وخطواتها الرائعة في مجالات التطوير والتقدم والتميز.
لقد بيَّن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الخطورة في علم التنجيم المنبوذ الشيطاني، وذلك بقوله: “من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد”، وقال صلى الله عليه وسلم: “من أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”.
وهناك مقولة قوية تؤكد أصل المنجم والبعض أو كثير من الناس يعتقد أنها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي مقولة فيها الحكمة والحقيقة، ولكنها ليست بحديث ولم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مقولة: “كذب المنجمون ولو صدقوا”.
التنجيم معتقد معوج وخارج عن حدود الإسلام، وبعيد كل البعد عن حسن المعتقد، بل هو اعتقاد شركي وخرافي بكل معنى الكلمة، وهو من العلوم المزيفة يدعي مدعيها العلم في حركة النجوم والكواكب وعلاقتها على الإنسان مستقبلاً، وهذا عين الكذب والزور، وقد أكد العلماء أن حكم من يعتقد بهذه الأمور المعوجة في أقل الأحوال يكون قد وقع في الشرك الأصغر، كاعتقاد نزول الأمطار بسبب حركة هذا النجم أو ذاك وما شابه.
التنجيم هو علم الكذب، وعلم الخرافة من أجل الضحك على السذج وصغار العقول من قبل أهل الدجل والكذب.
هناك علم النجوم وعلم الفلك وهو العلم الجائز والمحمود، علم دراسة الأحداث والحركات التي تتكون خارج نطاق الأرض وغلافها المحيط بها، كحركة الشمس والقمر والأرض لبيان حركة الليل والنهار والفصول الجوية وما شابه، فهذا خارج نطاق الكهانة والكفر، كما هو معلوم بديهة وعلمياً، بل هو علم يزيد الإنسان ثباتاً وحسن معتقد بالله الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه.
ولنعلم أن الشيطان الرجيم يضحك على الكاهن، والكاهن يضحك على الأغبياء، ولقد بيَّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه اللعبة الشيطانية الكهنوتية وذلك بقوله: “الملائكة تتحدث في الغمام بالأمر يكون في الأرض مستمع من الشياطين فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة”، وهناك أحاديث كثيرة في بيان اللعبة كما بيَّن في صحيح مسلم وغيره: “تلك الكلمة من الحق يحفظها الجن فيقرها في أذن وليّه قر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة”، وهكذا السذج يصدقون ويعملون بالمائة كذبة بدليل المعلومة الواحدة الصحيحة التي ألقاها الشيطان أو الجن للكاهن، ولكن لو علموا قوله صلى الله عليه وسلم: “صدقك وهو الكذوب”؛ لتركوا الكاهن وصنفوه تحت عنوان “صدقك وهو الكذوب”.
هذه النوعية من الكهان والكذبة خدمها دائماً السذج وسطحيو الدين والمعتقد، إذا كانت الأمور تسير مستقبلاً بما يتحدث به بعض المنجمين والسحرة فاعلم أنهم لم ولن يخرجوا من تحت عنوان “صدقك وهو الكذوب”؛ أي شيطان يسعى لتحقيق مبتغاه لإخراجك مما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لتسلك طريق الشرك والكفر ليظفر بك في نار جهنم، فهذا هو مبتغاه.
ونتمنى حقيقة من هؤلاء الكهنة والكذبة المخاريق خدم الشيطان الرجيم أن يعطونا رأياً في “الإبراهيمية”!
_____________________
إعلامي كويتي.