في مثل هذا اليوم قبل ستين عاماً، وبعد مفاوضات خروج البريطانيين من الكويت، وبعد الإعلان عن انتهاء المفاوضات وتوقيع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم الصباح يرحمه الله وثيقة إلغاء معاهدة الحماية البريطانية عام 1899م مع المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح يرحمه الله، بدأت رحلة بناء الكويت الحديثة، فقد كان الهدف الأسمى للشيخ عبدالله السالم رحمه الله هو إشراك الكويتيين في الحكم، وأعلن يرحمه الله عن ارتضاء الحكم الديمقراطي في الكويت.
ففي يوم 26 أغسطس 1961م، أصدر الشيخ عبدالله السالم الصباح مرسوماً أميرياً تحت رقم (22) لسنة 1961 يقضي بإجراء انتخابات للمجلس التأسيسي، وذلك لإقامة نظام ديمقراطي، وأجريت الانتخابات في 30 ديسمبر 1961م، وفي 20 يناير افتتحت أولى جلسات المجلس التأسيسي لوضع الدستور لدولة الكويت، وهذا ما تم في 11 من نوفمبر 1962م، ومع بناء النظام الديمقراطي بدأ في التوازي بناء الدولة الحديثة الذي كان أساس هذا البناء هو العمل على رفاهية المواطن الكويتي وضمان الصحة والعلاج والتعليم والإسكان، بالإضافة إلى بناء البنية التحتية من طرق حديثة ومدن سكنية خارج السور، حيث وصل العمران إلى مدينة الجهراء شمالاً وإلى مدينة الأحمدي جنوباً.
وكان للعمل الشعبي في الكويت من خلال إنشاء الجمعيات الأهلية والخيرية والمتخصصة أمثال جمعية الإصلاح الاجتماعي، وجمعية المعلمين الكويتية، والأندية الرياضية، ولم تنس الكويت العمق العربي والإسلامي والدولي؛ ففي 31 ديسمبر 1961م أصدر الشيخ عبدالله السالم مرسوماً بإنشاء صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية الذي قام بمنح القروض والمنح للدول العربية ودول العالم الثالث من أجل المشاركة في تنمية هذه الدول، وأصبحت الكويت رقماً مهماً في السياسية العربية والدولية.