“زكاة الوقت” هذا هو المصطلح الذي استعملته الداعية الإسلامية سعاد الولايتي في حوارها مع “المجتمع” حينما أرادت أن تؤكد ضرورة أداء الأخت المسلمة واجب الدعوة إلى الله تعالى، وكانت “المجتمع” قد أجرت حواراً معها بتاريخ 25/ 12/ 2004 ونشرته في العدد (1632)، ولأهمية هذا الحوار نعيد نشره الآن.
أكدت الداعية الإسلامية الكويتية سعاد الولايتي أن التوفيق بين أعباء الأسرة والعمل الدعوي، منة من الله تعالى يهديها عبده إذا أخلص النية، وأن المرأة لها دور مهم في الدعوة إلى الله تعالى وعليها أن تخصص وقتاً لهذه الدعوة، مع ضرورة أن يكون لديها حد أدنى من الثقافة العامة والعلم الشرعي، حتى تدعو إلى الله على بصيرة.. جاء ذلك في حوارها مع المجتمع وفيما يلي نصه:
في البداية نود أن نتعرف على الجو العام الذي نشأت فيه.. ومن صاحب الفضل بعد الله تعالى في التزامك ووصولك لما أنت فيه؟
– من أسباب التزامي أن والدي كان داعية إسلامية، فهو من مؤسسي جمعية “الإرشاد الاجتماعي” الإصلاح الاجتماعي فيما بعد ورئيس تحرير مجلة “البلاغ” الإسلامية، وقد تعلمت منه سعة الأفق وأدب الحوار ورحابة الصدر، وكان أول من وضع قدمي على طريق الدعوة إلى الله، كما أن التزامي مع الأخوات في جمعية الإصلاح في سن مبكرة كان له دور إيجابي في توجيهي للعمل الدعوي، وتم تدعيم ذلك في أثناء عملي مع الأخوات في رابطة الشباب المسلم العربي في أمريكا وكندا، وكذلك في جمعية الطلبة المسلمين في بريطانيا وإيرلندا، بالإضافة إلى المجهود الذاتي، فإني حريصة على تقوية صلتي بالله عز وجل روحانية وعلمية وثقافية من خلال الحرص على تحصيل العلم على يد العلماء الأفاضل، وأذكر منهم الدكتور محمد عبد الغفار الشريف والشيخ عثمان المهيني وغيرهما كثيرون.
كيف تستطيع الداعية التوفيق بين أعباء المنزل ورعاية الأولاد وتهيئة الجو المناسب لزوجها وبين عملها الدعوي؟
– التوفيق بين الأعباء هو منة من الله تعالى يهديها عبده إذا أخلص النية، كما أن هناك أناسا بطبيعتهم الفطرية جبلوا على حسن التنسيق بين مشاغلهم المختلفة.
ما مدى أهمية دور المرأة كداعية؟
– لا شك أنه دور مهم له أثره الإيجابي على مجتمعنا، وأرى أن هذا هو زكاة الوقت المطلوبة من كل أخت مسلمة، فعليها أن تخصص جزءا من وقتها للدعوة إلى الله تعالى حسب مقدرتها وظروفها.
ما أصلح دليل للأسرة السعيدة؟
– لا أظن أن هناك دليلا محددا للأسرة السعيدة، بل هي تجارب وخبرات يمر بها الطرفان، ومن ثم يتوصلان إلى الدليل الأمثل الذي يجلب السعادة للأسرة. كثيرات ما زلن يجادلن في أمر الحجاب، وأخريات يغطين شعورهن دون خلفية دينية.. ماذا تقولين لهن؟
في كل زمان ومكان هناك دائما فئة تجادل في تعاليم الدين سواء الحجاب أو غيره، ولا أنصح بتضييع الوقت مع التي تجادل في هذه التعاليم ونترك أمرها إلى الله تعالى.
ظاهرة الجرأة من بعض الفتيات.. ما سببها في رأيك؟
– أهم سبب هو التنشئة الخاصة، فبعض الأمهات بحجة التربية الحديثة، يتساهلن مع بناتهن كثيرا في أمور الثياب، فنجد الفتيات يرتدين “البناطيل” الضيقة والملابس القصيرة ونلاحظ أن الأعراس أصبحت عروضاً للأزياء العارية بحجة أن الحفل خاص بالنساء، وأنا لا ألوم الفتيات، ولكني ألوم الأمهات اللاتي لم يربين بناتهن على الحياء، وإلا لاستحت من ارتداء تلك الثياب، لذلك أرى ضرورة أن نربي الفتاة على الحياء والضوابط الإسلامية منذ الصغر حتى تعتادها في الكبر.
هل هناك ما تريدين قوله للمرأة المسلمة؟
– نصيحتي لها:
أولاً: أن يكون لديها حد أدنى من الثقافة العامة والعلم الشرعي.
ثانياً: الإقلال من النقد الذي توجيه لأختها العاملة في ميدان الدعوة، وهناك فرق بين النقد ونسف العمل من أساسه.
وثالثاً: ألا تنساق وراء المظاهر التي استجدت، والتي تقوم بها بعض الجهات الإسلامية بحجة مواكبة العصر، مثل الحفلات المختلفة التي صارت تقيمها اللجان الإسلامية أو الاهتمام المفرط بالمظهر الخارجي بحجة حصول القبول لدى الطرف المدعو، فمثل ذلك من قلة الورع وشهوات النفس الأمارة بالسوء، وسوف نظل في جهاد مستمر مع النفس والدنيا، حتى يقبض الله تعالى أمانته.