تسبب متحور “أوميكرون” مجددا في تحطيم آمال قطاع السفر في التعافي، حيث دفع اشتعال موجة جديدة من القيود الركاب إلى إلغاء أو تأجيل حجز السفر.
وتتوقع شركات طيران عالمية أن تشهد الأشهر القليلة الأولى من العام ضعفا في حركة السفر في حال استمر الغموض بشأن القيود أو في حال تم فرض تدابير جديدة.
وأعلنت شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات داخليا أنها ستعلق مطلبها الخاص بتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا لكل الموظفين الذين يعملون داخل الولايات المتحدة.
وتبنت الشركة فرض تلقي اللقاح في تشرين الأول (أكتوبر) لضمان الامتثال لأمر السلطة التنفيذية الاتحادية، الذي طالب كل الموظفين العاملين لدى المتعاقدين مع الحكومة الاتحادية بتلقي اللقاح.
ووفقا لـ”الألمانية”، قوبل هذا الأمر بمعارضة كبيرة من أقلية من العاملين في “بوينج”، وأكد بعضهم أنهم يفضلون خسارة وظائفهم عن الامتثال لأمر تلقي اللقاح.
وفي إعلان داخلي للشركة، أبلغت “بوينج” موظفيها بأن قرارها بتعليق الأمر بتلقي اللقاح “يأتي بعد مراجعة مفصلة لحكم محكمة جزئية أمريكية صدر في وقت سابق من الشهر الجاري يوقف تطبيق الأمر التنفيذي الاتحادي الذي يفرض التطعيم على المتعاقدين مع الحكومة الاتحادية”.
وقال البيان “إنه في الوقت الحالي أكثر من 92 في المائة، من قوة عمل الشركة في الولايات المتحدة تلقوا التطعيم الكامل أو تلقوا توصية طبية”.
في المقابل، ذكرت صحيفة “تليجراف” البريطانية أن مايكل أوليري الرئيس التنفيذي لشركة ريان إير، يعتقد أنه لا يجب السماح سوى للركاب المطعمين بركوب الطائرات.
وبحسب وكالة “بلومبيرج” للأنباء، رفض أوليري في مقابلة طرح برامج التطعيم الإجبارية في النمسا وألمانيا، وقال “بدلا من ذلك، يجب على الحكومات جعل الحياة صعبة للأشخاص الذين يرفضون تلقي اللقاح بدون سبب جيد”.
وأضاف أنه “إذا لم يكن الأشخاص ملقحين، فإنه لا يجب السماح لهم بدخول المستشفيات والمتاجر المحلية والصيدليات وركوب الطائرات ومترو أنفاق لندن”.
وذكرت الصحيفة أن أوليري قال “إن “ريان إير” تتوقع نقل ركاب أقل بنسبة 10 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) نتيجة لذلك”.
إلى ذلك، اعتبر مساهم رئيس في شركة الطيران الوطنية في هونج كونج “كاثي باسيفيك” التزام الجزيرة المتشدد باستراتيجية صفر كوفيد يضر بصناعة الطيران في هذا المركز العالمي، ويتسبب في قتل شركة كاثي باسيفيك”.
على خطى بكين، حافظت هونج كونج على بعض الإجراءات الأكثر صرامة في العالم فيما يتعلق بالحجر الصحي وقيود السفر، ما أبقى المدينة خالية من فيروس كورونا لكنها معزولة دوليا.
وانتقد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية الإجراء الذي تطبقه هونج كونج بفرض حظر مؤقت على عمل شركات الطيران التي تنقل ركابا مصابين بكوفيد.
وفي حديث لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” أمس، قال الباكر “لا يمكنك إغلاق قطاع الطيران فقط لأن شخصا ما أصيب بالعدوى على طائرة ما، إنه شيء محبط بعض الشيء، من بقاء هونج كونج مغلقة”، وتوقع عودة جزء كبير من أسطول “كاثي” للطيران مجددا.
وبموجب القواعد التي فرضتها هونج كونج، في حال نقلت شركة طيران عددا كبيرا من الركاب المصابين بكوفيد على خط معين، يتم حظرها من السفر على هذا الخط لمدة أسبوعين.
وتم تشديد هذه القواعد بسبب المخاوف من المتحورة “أوميكرون” التي سجلت هونج كونج 14 إصابة بها حتى الجمعة.
ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 تعرضت الخطوط الجوية القطرية للحظر خمس مرات، بحسب الصحيفة.
والشهر الماضي أعلنت الخطوط الجوية البريطانية أنها ستوقف رحلاتها إلى هونج كونج بعد أن طلب من أفراد طاقمها التزام الحجر بعد اختبار كوفيد إيجابي بين الموظفين.
وأفادت وكالة “الفرنسية”، في وقت سابق هذا الشهر بأن “كاثي” شهدت موجة استقالات بين طياريها، جراء الإرهاق والاستياء المتزايد بينهم.
وتعمل بعض رحلات “كاثي” بنظام الحلقة المغلقة، ما يتطلب من الطيارين قضاء أسابيع يتنقلون بين الطائرات وغرف الفنادق، لتجنب الحجر الصحي عند عودتهم.
وقالت شركة “فدكس” العالمية للشحن الشهر الماضي “إنها ستنقل طياريها إلى الخارج وتغلق محطتها في هونج كونج، بسبب سياسات مكافحة كوفيد”.