تقع مدرسة الساوية واللبّن على الطريق الواصل بين نابلس ورام الله، وهذا الموقع جعل الاحتلال والمستوطنين يستهدفونها من خلال التنكيل بالطلبة الذين يدرسون فيها ويأتون إليها من قرية الساوية وبلدة اللبّن الشرقية.
وتعليقا على هذه الممارسات التي يتعرض لها الطلبة والهيئة التدريسية، يقول سكرتير المدرسة لطفي مسلّم: “نحن الهيئة تدريسية ومجموعة الطلبة في مدرسة الساوية واللبّن نعيش كابوس الانتهاكات من قِبل جنود جيش الاحتلال والمستوطنين الذين يستخدمون الشارع الرئيس الواصل بين رام الله ونابلس، وهناك 400 طالب وطالبة من الصف السادس الابتدائي حتى التوجيهي يدرسون في هذه المدرسة في 14 صفا يتعرضون للاحتجاز والمنع من الوصول إلى المدرسة والتهديد وإطلاق الرصاص المسيل للدموع، حتى إن أحد الطلبة كسرت جمجمته بعد إطلاق الرصاص المعدني عليه من مسافة قصيرة، وحجة الاحتلال في منع القدوم إلى المدرسة من جهة اللبّن الشرقية حماية المستوطنين بزعم أن الطلبة يشكلون خطرا على مركبات المستوطنين أثناء توجههم إلى المدرسة! وهذا ادعاء وكذب من قِبل الاحتلال؛ فطلبة المدرسة يأتون للدراسة والتعليم لكن قطعان المستوطنين بطبيعتهم يخافون من وجود طلبة على حافة الطريق أثناء توجههم إلى الدوام المدرسي”.
انتهاكات كثيرة
وقد تعرضت المدرسة لانتهاكات كثيرة؛ منها الإغلاق والملاحقة للهيئة التدريسية، وتم اقتحامها عدة مرات، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، إضافة إلى احتجاز الطلبة لعدة ساعات وإجبارهم على عدم استخدام الطريق الرئيس، وإجبارهم على السير في أرض وعرة للوصول إلى المدرسة؛ ما يزيد من معاناة الطلبة القادمين من بلدة اللبّن الشرقية، خصوصاً في فصل الشتاء؛ حيث الطين والوحل نتيجة الأمطار وتجمع المياه في المناطق المحيطة للمدرسة”.
هناك خوف وقلق يومي لدى الطلبة والهيئة التدريسية وعائلاتهم من ارتكاب جرائم بواسطة عصابة تدفيع الثمن
وأضاف مسلّم: “تهديدات الاحتلال للطلبة والهيئة التدريسية لا تتوقف على مدار العام؛ فنحن نعيش مرحلة تعليمية تحت زناد بنادق الاحتلال والمستوطنين، الذين يلاحقوننا بشكل متعمد؛ في محاولة منهم لمنع التعليم داخل المدرسة، وإجبار أهالي الطلبة على عدم إرسال أبنائهم للتعليم فيها، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث مهما كانت المعيقات الاحتلالية والانتهاكات التي تمارس على الطلبة بشكل عنصري وهمجي ووحشي”.
ويضيف: “في السابق كانت هناك مؤسسات وجمعيات متطوعة تحضر إلى المكان وتوثق الانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال والمستوطنون، وكان لها دور إيجابي في منع تغول جنود الاحتلال بحق المدرسة ومن فيها، إلا أن الاحتلال منع هذه المؤسسات من القدوم لتوثيق الانتهاكات حتى لا تنفضح سياسته في المكان؛ الأمر الذي شجع المستوطنين وجنود الاحتلال على زيادة الانتهاكات بحق الطلبة والهيئة التدريسية؛ فعدم وجود مؤسسات فاعلة على الأرض تمنع الاحتلال من هذه الانتهاكات يزيد من الخطورة على أرواح الطلبة والمعلمين؛ فمنع المؤسسات الدولية من توثيق الانتهاكات في المكان كان مخططا له مسبقاً من قِبل جيش الاحتلال، واليوم يواجه الطلبة بصدورهم العارية وحقائبهم المدرسية انتهاكات جيش الاحتلال والمستوطنين المزودين بالسلاح”.
ويستطرد سكرتير المدرسة: “هناك خوف وقلق يومي لدى الطلبة والهيئة التدريسية وعائلاتهم من ارتكاب جرائم بواسطة ما يسمى عند قطعان المستوطنين عصابة تدفيع الثمن؛ فهذه العصابة تُنشر في مناطق الضفة الغربية، وتمارس الإرهاب على الأرض بحق البشر والشجر والحجر، وليس بعيدا عنهم مدرسة الساوية واللبّن؛ فهي قريبة من المستوطنات المقامة في المنطقة، والوصول إليها من الشارع الرئيس سهل جدا، وهي ملاصقة للطريق الواصل بين رام الله ونابلس”.
يشار إلى أن العديد من المواقع -من ضمنها مدارس ومساجد ومنازل- تعرضت للانتهاكات من قِبل المستوطنين وجيش الاحتلال بحجة أن هذه المواقع قريبة للطرق التي يستخدمها المستوطنون، حتى إن مسجد اللبّن الشرقية الذي لا يبعد كثيرا عن المدرسة تعرض للانتهاكات من قِبل قطعان المستوطنين، وحرقت عدة مساجد ومركبات ومنازل وأشجار في سلسلة من الهجمات التي ينفذها أفراد عصابة تدفيع الثمن، أو ما يسمى “شبيبة التلال الصهيونية” التي تنتشر في الأراضي الفلسطينية، وتمتلك أسلحة ومركبات تَنَقُّل جبلية، ويتجولون بين التجمعات الفلسطينية، ويشكلون خطرا مباشر على الفلسطينيين، ويتم تقديم الشكاوى من قِبل الجهات الرسمية على هذه الانتهاكات، إلا أن شرطة الاحتلال وضباط الإدارة المدنية لا يحركون ساكنا تجاه هذه العربدات والانتهاكات التي لا تحصى.