عندما تفكر في حياتك المهنية ومستقبلك، راجع وقيّم مجموعة عملك، قيّم كيف أثرت على طريقة قيادتك، ما الذي يجعلك قائداً أقوى ويمنحك منظورًا لتقديم رؤية أكبر ومساعدة الآخرين على تحقيق المزيد؟ إنها الحكمة المتأصلة في إخفاقاتك.
من المفهوم أن معظم الناس يفضلون عدم التحدث عن إخفاقاتهم، ولكن من المؤكد أن الإخفاقات تعلم المرء كيفية إدارة الشدائد، مثل فهم سبب عدم اتصال نقاط معينة في حياتهم المهنية، أو سبب انحراف بعض العلاقات أو ضياع الفرص.
الفشل في النهاية هو الذي يشكلك كقائد.
بصفتي مديرًا تنفيذيًا ورائد أعمال، غذى الفشل لديَّ أكثر الفرص والدروس مكافأة في مسيرتي المهنية، سواء فيما يخص القرارات التي اتخذتها، أو الأشخاص الذين وظفتهم، أو الاستثمارات التي قمت بها، أو العلاقات التي استثمر فيها -أو أي من تلك الأشياء التي لم أفعلها- ومن كل تجربة تعلمت شيئًا جديدًا عن القيادة، فعلى سبيل المثال، طورت فهمًا أفضل لتوقعات الناس مني كرئيس لهم، وتعلمت كيفية التعامل مع سوق يمكن أن تكون غير متوقعة، وفهمت كيفية ارتباط علاقات معينة بالموارد التي لم أكن أعرفها التي قد تجعل طريقك إلى النجاح أسهل بكثير.
الفشل هو أقوى مصدر للمعرفة والفهم، إنه يعلمك البقاء والتجديد وإعادة ابتكار نفسك أنت والمنظمة التي تقودها.
يمكنك التعرف على الآخرين بناءً على تاريخهم في الفشل، إذا كنت تريد معرفة المزيد عن شخصية شخص آخر، فاسأل ببساطة: ما أكبر إخفاقاتك؟ وكيف تغلبت عليها؟ إذا لم يتمكنوا من التفكير في ثلاثة إخفاقات على الأقل، فإما أنهم لم يبذلوا جهدًا كافيًا (وهم يكرهون المخاطرة بشدة) أو أنهم لا يقدرون فوائد الفشل (وبالتالي فهم فخورون جدًا بعدم الفشل، أو ربما لا يعترفون بالفشل).
يعد الفشل أحد أعظم عوامل التمكين في الحياة، فكر ملياً في الأمر، إذا لم تفشل أبدًا في أي شيء؛ فلن تضطر أبدًا إلى اتخاذ إجراء لتصحيح المسار، أو لن تضطر لتجربة طرق جديدة لاغتنام الفرص التي لم تكن موجودة من قبل، والخلاصة؛ أن ما تفعله بالفشل هو ما يحدد شخصيتك كقائد، فمثلاً، هل تعترف بالهزيمة، أم أنك تجد طريقة إبداعية لإخفاء الواقع؟ هل تسأل نفسك ما الذي تعلمته أثناء عملية الفشل، أو هل تحاسب شخصًا آخر، و/أو تلوم الظروف التي واجهتك لتفادي انتقاد النتيجة الفاشلة؟
القيادة العظيمة (مثل الإدارة العظيمة) تدور حول أن تكون مسؤولاً عن أفعالك، لقد فشل بعض أعظم القادة في التاريخ في وقت أو آخر، والقائمة تضم توماس إديسون، وبيل جيتس، ووالت ديزني، وغيرهم الكثير، وقد مكنتهم قدرتهم على محاسبة أنفسهم وعلى المثابرة، وعلى أن يصبحوا قادة أفضل، وأن يبنوا إرثهم.
إليك 5 أشياء يمكن أن تتعلمها من الفشل عن القيادة لتجعلك أفضل:
1- واجه فشلك وتعلم منه:
بدلًا من الهروب من الفشل الذي واجهته أو إخفاءه، خذ وقتك في التفكير في الموقف، واجه المشكلة وجهاً لوجه وقيّم ما كان يمكن أن تفعله بشكل أفضل وحدد الدروس المستفادة.
إذا شارك أشخاص آخرون (بشكل مباشر أو غير مباشر)، اطلب منهم تزويدك بملاحظاتهم وتحديد الفرص التي يمكن اغتنامها من لحظة التعلم هذه، ضع خطة عمل بسرعة قبل أن يبرد الألم الذي عانيت منه، وابدأ في تحديد كيفية استخدام الدروس المستفادة من الفشل في مواقف مختلفة.
2- قم ببناء فريقك واجعل أعمالك أفضل:
في بداية مسيرتي المهنية في الشركة، كنت مسؤولاً عن خسارة علاقة عمل كلفت الشركة 5 ملايين دولار من العائدات السنوية، في ذلك الوقت، كان أسلوبي في القيادة مرتاحًا للغاية ووثقت في نظام الإدارة الذي ورثته، من الإنتاج والمخزون ومراقبة الجودة إلى التسويق وخدمة العملاء، وما إلى ذلك، بدلاً من أن أكون استباقيًا في تحسين النظام.
أجبرتني هذه العلاقة الفاشلة على إيجاد طرق لجعل النظام أكثر فاعلية وترابطًا على القرارات التي يتخذها كل قائد في إدارته، عملية إعادة اختراع النظام، جعلت فريقنا أقوى وأكثر اتحادًا، لقد نضجنا جميعًا وصممنا مجموعة جديدة تمامًا من أفضل الممارسات التي جددت نموذج أعمالنا بالكامل؛ وقد سمح لنا هذا باكتساب علاقات تجارية جديدة وأن نصبح الشركة أكثر إبداعًا.
الفشل يعلمك بمن يمكن أن تثق، وعلى من يمكن أن تعتمد، ويمنحك منظورًا حقيقيًا حول من الذي يدعمك بحق ومن الذي يخذلك.
3- ثق في توقعاتك وحدسك واتخذ المزيد من القرارات:
اسمح للفشل بأن يجعلك أقوى وأكثر حكمة، مع هذا الموقف، يجب أن تصبح شجاعًا عند الشروع في مشاريع جديدة، على هذا النحو، يجب أن يمكّنك الفشل من الوثوق بحدسك وبالتالي تمكينك من اتخاذ قرارات أفضل؛ بناءً على تجاربك الفاشلة، ستكون أكثر استعدادًا للتنقل في المواقف الجديدة.
قد يبدو هذا غير بديهي، ولكن بمجرد أن تفهم سبب فشلك، ستدرك أنك لم تكن بعيدًا عن النجاح، بعبارة أخرى، الآن بعد أن قضيت وقتًا في التفكير فيما كان يمكن أن تفعله لتجنب الفشل، سيضعك هذا في موقف قوة يسمح لك بالثقة في غرائزك، ويتيح لك أيضًا أن تكون أكثر حيلة في علاقاتك، ويُمكّن روحك الريادية كقائد، ويمكنك البدء في رؤية الفرص بمزيد من الوضوح والتركيز.
الكثير من الناس يميلون إلى الإقلاع عن التدخين عندما يواجهون الاضطراب الذي يمكن أن يحدثه الفشل، لقد تعلمت أن الفشل يمنحك الأمل إذا سمحت لنفسك بإدارة المحن بشكل صحيح؛ “لا تستسلم”.
4- الفرص حولك كثيرة:
الفشل ليس قاتلاً، إنه دعوة للاستيقاظ وترقب الفرصة التالية، تذكر أن الفرصة هي الأم الحقيقية للنجاح، وعلى هذا النحو، يجب ألا تنسى أبدًا أن الفرصة الثانية موجودة حولك، والفشل عدسة تتيح لك رؤية الفرص أوضح وأوسع، يمكنك الآن تحديد الفرص التي تكمن حواليك؛ وبالتالي توسيع مجال فرصك.
أصبح واضحاً أنه مع الفشل تأتي الفرص، لا تنسى هذا أبداً، فكّر كيف تبدأ في اغتنام الفرصة التالية، وهذا يجعلك أقرب إلى تعلم كيفية التغلب على الشدائد، كل لقاء مع الفشل يجعلك تفهم لماذا أصبح الاقتباس التالي شائعًا للغاية: “آه لو كنت أعرف في السابق ما أعرفه الآن”.
5- قدّر مسؤولياتك القيادية حق قدرها:
لقد فتح الفشل عيني دائمًا على تقدير مسؤولياتي كقائد، وجعلني أفكر في واجبي وتأثيره على الآخرين وعلى ما أقوم به من أعمال بشكل عام، لقد جعلني أرغب في أن أصبح قائدًا أكثر فاعلية من خلال إيجاد طرق مبتكرة لتحسين مهاراتي، والواقع أنني ما زلت أتعلم القيادة وأعلمها، أمارس كذلك ما أقوم بتدريسه (كمستشار) من خلال دراسة كيف تغلب القادة العظماء على الشدائد.
عندما تخطط لأسبوعك، كن أكثر وعياً بمسؤولياتك وابذل الجهد لاغتنام كل فرصة أمامك كقائد، من خلال تطبيق هذه الدروس كل يوم.
________________
(*) المصدر: “فوربس”.