على مدى سبعين سنة مضت، بدأ إقصاء الثقافة الإسلامية في الإعلام والتعليم والفنون بمصر، واتضح ذلك عبر هيمنة النخب المخاصمة للإسلام على وسائل التعبير، وترويجها للقيم الثقافية الغربية الهابطة في الإذاعة والصحافة والتلفزة والسينما وغيرها، حتى صار البطل الذي يقلده الشباب «عبده موتة»!
وكالعادة، يتم تمكين خصوم الثقافة الإسلامية أو غير المهتمين بها في المؤسسات التي أنشئت عقب قيام وزارة الثقافة، ويقوم هؤلاء بدورهم بإزاحة من يؤمنون بالتصور الإسلامي، وتشويههم، وحرمانهم من المشاركة في التعبير والتخطيط، وقد ضم التشكيل الأخير للمجلس الأعلى للثقافة، قبل أيام، وأعلنت عنه صحف النظام («القاهرة 24» في 15 فبراير الحالي)، مجموعة من مثقفي السلطة وكتَّابها المزمنين، وكثير منهم لا يكن وداً ولا تسامحاً مع الإسلام وتشريعاته، وعمل بعضهم في خدمة النظام منذ عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر حتى العهد الحاضر، وجاء التشكيل على النحو التالي:
أحمد عبدالمعطي أحمد حجازي، أحمد مجدي محمود أحمد حجازي، راجح سامي داود، سعد الدين مسعد أحمد حسن هلال، عبدالرؤوف السيد شعبان الريدي، سید محمد عواد النوني، علي الدين هلال دسوقي عامر، فاروق محمد جويدة مبارك، فتحي محمد أحمد أبو عيانة، محمد إسماعيل أنيس سراج الدين، محمد سلماوي محمد السلماوي، محمد يوسف يوسف القعيد، مشيرة محمود خطاب، مصطفى فريد عبدالحميد الرزاز، مصطفى محمد مصطفى الفقي، ممدوح محمد جاد الدماطي، نبيل عبدالفتاح محمد حسن، أحمد عبدالله زايد، حسن عطية حسن شرارة، دليلة يحيى أحمد الكرداني، عواطف محمد عبدالرحمن، لطيفة محمد سالم، مفید محمود شهاب، نجلاء أنور مصطفى الأهوان، درية شرف الدين، محمد صابر إبراهيم عرب.
وكثير منهم تقلب في الأحزاب الشيوعية والتنظيمات السرية التي شكلها النظام، أو صنعها الاتحاد الاشتراكي، وخدمة الأنظمة العربية المستبدة.
يذكر أن وزيرة الثقافة الحالية، وهي راقصة باليه سابقة، غيَّرت رؤساء القطاعات الثقافية بآخرين، ومعظمهم ينفذ سياسة إقصائية واستئصالية ضد الإسلام، وقد نشر رئيس هيئة الكتاب مطبوعات تزيف التاريخ لحساب السلطة، كما حدث أخيراً مع بعض الكتَّاب الذين صوّروا الإسلاميين بالقتلة والإرهابيين، حيث منح مؤلفيها المزوّرين مكافآت ضخمة.. الثقافة في مصر ليست بخير.