لما كانت الأيام العشر الأولى من ذي الحجة من أفضل أيام العام، فيها يضاعف الأجر، ويغفر الوزر، وتستجلب مرضاة الرب، ويتقرب العبد إلى الله، ويتحرى القرب، ويبالغ في السؤال والطلب علَّ الله أن ينظر إليه نظرة رضا، فهذه 10 أعمال على المسلم أن يبادر إليها، وهي:
1- التوبة:
والأصل أن المسلم يتابع التوبة إلى ربه طالما يتابع الذنوب، وهو بلا شك ليس بمعصوم عن المعصية، ولا هو غني عن المغفرة، وتُقبل التوبة طالما لم يغرغر المرء ولم تقم الساعة ولم يظهر الدجال، ولهذه التوبة شروط؛ وهي: الإقلاع عن المعصية، والندم على الذنب، والعزم على عدم العودة.
2- المحافظة على الصلوات:
وهي عماد الدين وصلة العبد بربه، ومنزلته في الدين بقدر حفاظه على الصلوات وإحسانه لها وتجويدها ليطرحها بين يدي الله تعالى وهو معلق الآمال على القبول والرضا وحسن الظن بالله، ومن قصر في الصلوات فهو في غيرها أكثر تقصيراً، ومن حافظ على الصلوات والمسجد والجماعة فهو لما بعدها أرجى.
3- أداء فريضة الحج:
وهي الفريضة المخصوصة الكريمة في الشهر المبارك، فليس أكرم من شد الرحال إلى بيت الله وبذل المال والجهد والعمر لإرضاء الله وإعلاء راية الاتباع والتسليم المطلق بالهدي في المناسك، وليس لأحد عذر إذا توفرت المكنة وتمت الاستطاعة، وكيف يتأخر قادر عن السعي لربه وتحقيق الزيارة الفريضة؟!
4- الصيام:
والصوم هو الانقطاع عن الشهوات، والإقبال على الطاعات، والسعي لمرضاة الله تعالى بتهذيب النفس وجبلها على مقاومة الشهوات، وقد وردت الآثار الجمة في فضل الصوم، وأنه عبادة مخصوصة يفعلها العبد ثم يجازي الله سبحانه عليها أفضل الجزاء وأجزله وأكرمه وأبهاه.
5- التكبير المطلق والجهر به:
من شعائر الحج التلبية والتكبير والجهر بذلك لإعلان الإسلام وإظهار القوة والجلبة والغلبة للمشركين؛ فتبرز عزة الإسلام وبهاؤه وكثرة متبعيه واستسلامهم له استسلاماً يبعث على ترهيب الآخر، وإزالة كل طمع لديه في أن يثقب إبرة في هذا البناء الجسد الواحد.
6- الصدقة:
وفي إكثار الصدقات مرضاة للرب، وخاصة إذا كانت في السر، يتحرى فيها العبد إخلاص النية، ورفع الدرجة، ومغفرة الذنوب، قال الله تعالى في الصدقة المخفية: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة: 271).
ومن الأحاديث النبوية الشريفة في الصدقة المخفية: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظل..»، وذكر منهم: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
7- قيام الليل:
وما أدراك ما قيام الليل! خلوة مستعز، وقربة مستلذ، وشح مندوب، وفرجة مكروب، وارتقاء واتقاء واصطفاء، ولا يوفق له إلا من رضي الله تعالى عنه فأرضاه، وأقامه بين يديه واجتباه، فالله الله في القائمين في مباركات الأيام!
8- الدعاء:
والدعاء قربة المتقين، وفرجة المبعدين، وملاذ الخائف، وجناب المستعيذ، وغنى الفقير، وحصن الضعيف، وهو استقواء بالملك، وأي عزة تلك أن يكون الله مولاك! فكل ما هو في ملكه ليس عزيزاً عليه أن يهبه لك، غير أنه أدرى بما هو أنفع لك، فيكون الدعاء وتحريه وإن كان صاحبه عاصياً سبباً في بلوغ الدرجات التي ربما لم يكن ليبلغها بأعظم الأعمال وبذل القرب.
9- كثرة الذكر:
والذكر حصن المسلم من النوازل، ودرعه عند الكرب، يتقي به الوساوس، وينال به النفائس، صلة بالله غير منقطعة، وما دام اللسان ذاكراً، فإن القلب سيكون شاكراً، ولا يوفق للذكر إلا ذو همة علية.
10- قراءة القرآن:
وإن العبد المسلم ليداوم على قراءة القرآن عمره كله، ولو طهرت القلوب ما شبعت من كلام ربها، ولكن ينتدب الإكثار من القراءة واغتنام الأوقات الشريفة، وقد اختلف البعض بين كثرة القراءة أحب أم التجويد والتحبير والتفكر، فقيل، والله أعلم: أن يكون لكل ختمة ورد فيحوزها جميعاً.