ثم كان مسك الختام كلمة د. يوسف القرضاوي التي ألمح فيها إلى أهمية تكريم دعاة وعلماء الإسلام ولبعضهم، وقال: لقد تميز مؤتمر الرابطة لهذا العام بثلاث مزايا هي:
أولاً: انعقاده في تركيا وفي إسطنبول قلعة الخلافة والمآذن والجمال والجلال.
وثانياً: أن ينعقد في عهد تحتفل فيه تركيا بوصول أول رئيس للحكومة يقيم الصلوات ويصوم رمضان ويدعو إلى الإسلام؛ عقيدة وشريعة وديناً ودولة، منذ هدمت قلعة الخلافة.
وثالثاً: أنه يكرَّم فيه شيخنا وحبيبنا الإمام أبو الحسن الندوي، وهذا توجيه ينبغي أن ننوه به.
فالإسلاميون أشحاء في تقدير بعضهم بعضاً، ولعل هذا من أثر تربيتهم على التجرد والزهد، والبعد بالفرد عن التعلق بالدنيا وأضوائها، أما إخوانه فينبغي أن يكرِّموه.
أما أن نجد العلمانيين والماركسيين والليبراليين واللادينيين يكرم بعضهم بعضاً، ويكيل بعضهم لبعض الثناء، ويصنعون من أنفسهم قمماً وهم ليسوا إلا في القاع، كما قال الشاعر قديماً:
وبقيت في خلف يزين بعضهم بعضاً ليدفع معور عن معور
فهؤلاء المعورون يكرِّم بعضهم بعضاً، ونحن كإسلاميين أولى ثم أولى بذلك، وأرجو أن يستمر إخواننا بالرابطة في هذا المسلك، وأقترح للمؤتمر القادم تكريم عَلَم من أعلام الفكر والدعوة والأدب؛ هو الشيخ علي الطنطاوي، ثم ألقى د. القرضاوي بحثه الذي تناول فيه ركائز الدعوة عند الشيخ الندوي.
فيما أبكى د. القرضاوي الجماهير الغفيرة التي حضرت مأدبة الغداء ببلدية إسطنبول، وذلك أثناء دعائه الخاشع الملح، خاصة عندما ظل يردد: “اللهم يسر السبيل لإخواننا في تركيا.. اللهم أنر الطريق أمامهم.. اللهم أذهب عن أرضك الطغاة الجبارين.. اللهم أذهب كيدهم وأزل دولتهم”، ثم بدعائه الحار بالثبات والسداد للدعاة والمجاهدين في كل مكان.
العدد (1218)، ص54-55 – 11 جمادى الأولى 1417هـ – 24/9/1996م.