«عياش 250»، الاسم الذي أطلقته «كتائب القسام» على صاروخ مطور استهدفت به بلدة «إيلوت» المتاخمة لمطار رامون «الإسرائيلي»، في 13 مايو 2021م.
الصاروخ الذي كان مفاجأة للاحتلال الصهيوني، حمل اسم المهندس الشهيد يحيى عياش الذي اغتالته المخابرات «الإسرائيلية» عام 1996م.
أطلق عليه الفلسطينيون «المهندس»، بينما وصفته «إسرائيل» بـ«الثعلب» والرجل ذي الألف وجه، والعبقري والمطلوب رقم واحد لدى الجيش «الإسرائيلي».
المهندس الفلسطيني الذي أدخل على قاموس المقاومة مفهوم السيارات المفخخة، والعمليات الاستشهادية، هو خريج كلية الهندسة بجامعة بيرزيت، ومهندس التفجيرات الأهم بـ«كتائب القسام» خلال النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي.
ولد عياش في 6 مارس 1966م، في قرية رافات التابعة لنابلس، وعرف عنه النبوغ العلمي، وقد حصل على شهادة الثانوية بمعدل عام 92.8%، وبمعدل 95% في الفيزياء والرياضيات.
التحق بكلية الهندسة (قسم كهرباء) بجامعة بيريزت، وفي حفل الاستقبال السنوي عام 1984م، التقى عياش بطلاب الكتلة الإسلامية بالجامعة، التي كانت الجناح الطلابي لحركة «حماس» (قبل تأسيس الحركة بصورة رسمية عام 1987م).
تخرج عياش بعد الانتفاضة الأولى، وتحديداً عام 1992م، وهو العام نفسه الذي انضم فيه إلى «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، ونقل ذكاءه وعلمه ونبوغه إلى مجال صناعة البارود، في محاولة لتعزيز إمكانات المقاومة الفلسطينية.
ومن مواد أولية مثل الكبريت والسماد والفحم، بدأ المهندس الشهيد تقديم خلطته السحرية، مع تطوير الدوائر الكهربائية اللازمة لتصنيع السلاح التفجيري الأول للمقاومة، والانتقال بالانتفاضة من الحجر إلى العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والعمليات الاستشهادية.
وتوالت العمليات القسامية تحت إشراف المهندس الذي بات المطلوب الأول للمخابرات «الإسرائيلية»، حتى أتت مذبحة الحرم الإبراهيمي يوم 15 رمضان 1414هــ/ 25 فبراير 1994م، ليرد عياش لاحقاً بسلسلة من عمليات السيارات المفخخة التي زلزلت «تل أبيب».
يقال عنه: إنه كان يمول مع آخرين عمليات المقاومة من جيبه الخاص؛ حتى إنه اضطر لبيع ذهب زوجته أم البراء لأجل تمويل الكفاح المسلح، الذي شهد نقلة نوعية في مسيرة المقاومة، عبر نقل المعركة إلى قلب المناطق الآمنة داخل «إسرائيل».
وقد نفذ عياش أول تجربة لتصنيع عبوة مفخخة في أحد الكهوف في الضفة الغربية في بداية عام 1992م، وأصبح أول مهندس ينتج المتفجرات، لينتقل لاحقاً إلى غزة، ليواصل رحلة المقاومة، لكن قوات الاحتلال جيشت أجهزتها وعملاءها للنيل منه، وهو ما تحقق عبر تمرير هاتف خلوي معبأ بالمتفجرات إليه بواسطة أحد أصدقائه.
وفي يوم حزين، هرع عياش إلى منزل صديقه ليتصل بوالده ويبشره بمولوده الجديد، وقد جرى التشويش على الخط، فاضطر إلى استخدام الهاتف الذي حمله إليه صديقه، وما هي إلا لحظات حتى انفجر الهاتف الذي جرى التحكم فيه عن بُعد، ليلقى ربه شهيداً في 5 يناير 1996م.
وبعد نحو 25 عاماً، عاد شبح المهندس الشهيد من خلال صاروخ يحمل اسم «عياش 250»، وهو صاروخ فلسطيني محلي الصنع تنتجه «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، استُخدم لأول مرة خلال الحرب على غزة في عام 2021م، ويستخدم حالياً خلال عملية «طوفان الأقصى» 2023.