لم يدر بمخيلة أحد أن الشيخ القعيد الذي اغتالته طائرات الاحتلال «الإسرائيلي»، قبل نحو 20 عاماً، سيترك جيلاً سيثير الرعب في صفوف العدو، ويبث الفزع بين مستوطنيه وجنوده.
ولد الأب الروحي لحركة «حماس» منفذة «طوفان الأقصى»، في 28 يونيو 1936م، واستشهد في مارس 2004م، لكن ذكراه حية في قلب كل فلسطيني، وهو يشاهد مجاهدي «القسام» يكبدون العدو خسائر فادحة، ويقفون صامدين أمام آلة «إسرائيلية» وأمريكية وغربية غاشمة، ليس معهم سوى الله تعالى.
نشأ أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية تدعى جورة عسقلان عام 1936م، وفقد والده عندما كان عمره لا يتجاوز 5 سنوات، وشهد نكبة 1948م وعمره 12 عاماً؛ لتترك في نفسه أثراً بوجوب المقاومة وخوض حرب التحرير، وعدم التنازل عن شبر من أرض فلسطين للعدو الصهيوني.
في عام 1952م، تعرض في السادسة عشرة من عمره لحادثة خطيرة أثرت على حياته بشكل دائم، حيث أصيب بكسر في فقرات العنق خلال لعبه مع بعض أصدقائه، ليقضي بقية حياته وهو رهين الشلل.
أكمل دراسته الثانوية خلال العام الدراسي 1957 – 1958م، وعمل لاحقاً في مهنة التدريس، والخطابة، وأصبح من أبرز دعاة غزة، وتزوج من إحدى قريباته، وقد أنجبت له 3 ذكور و8 إناث.
اعتنق الراحل فكر جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928م، ونشط في مقاومة الاحتلال، كما نشط في جمع التبرعات ومساعدة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم تولى رئاسة المجمع الإسلامي في غزة.
جراء ذلك، جرى اعتقاله عام 1982م، وحكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً، لكنه أُطلق سراحه مرة أخرى عام 1985م في إطار صفقة تبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
في عام 1987م، اتفق مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة الذين كانوا ينتمون إلى تيار الإخوان المسلمين، على تشكيل تنظيم يهدف إلى مقاومة الاحتلال «الإسرائيلي» وتحرير فلسطين، أطلقوا عليه اسم «حركة المقاومة الإسلامية»، المعروفة باسم «حماس».
أعيد اعتقاله في 18 مايو 1989م، برفقة آخرين من كوادر «حماس»، ونال حكماً بالسجن 15 عاماً، بتهمة التحريض على اختطاف جنود «إسرائيليين» وقتلهم، وتأسيس حركة «حماس» وجهازيها العسكري والأمني.
في 1 أكتوبر 1997م، أُفرج عن الشيخ ياسين بعد محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل، في العاصمة الأردنية عمَّان، حيث قبضت السلطات الأمنية الأردنية على اثنين من عملاء «الموساد الإسرائيلي» وسلمتهما لـ«إسرائيل» مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين.
في 6 سبتمبر 2003م، تعرض الشيخ الراحل لمحاولة اغتيال، حيث استهدفت مروحيات «إسرائيلية» شقته في غزة، لكنه نجا من الموت.
وعاد الاحتلال ليكرر المحاولة في 22 مارس 2004م، حيث استشهد الشيخ ياسين إثر قيام مروحيات «الأباتشي» بإطلاق 3 صواريخ عليه وهو جالس على كرسيه المتحرك خارج مسجد المجمع الإسلامي بقطاع غزة، ليلقى ربه شهيداً.
الشيخ الراحل تنبأ بزوال «إسرائيل»، معتمداً على القرآن وتوالي الأجيال، حيث تنبأ بانتهاء «إسرائيل» في الربع الأول من القرن القادم عام 2027م، وهو ما بدا قريباً بإذن الله، مع انهيار جيشها أمام «طوفان الأقصى».
من أبرز كلماته: «إننا طلاب شهادة، لسنا نحرص على هذه الحياة، هذه الحياة تافهة رخيصة، نحن نسعى إلى الحياة الأبدية».