لا يعد الوضوء شرطاً فقط للطهارة وأداء الصلاة، بل يمكن اعتباره كنزاً لا يقدر بثمن لمن أدرك فوائده، ونال فضائله، واغتنم ثوابه وأجره في الدنيا والآخرة.
والوضوء من الأمور الواجبة للصلاة، إذ لا تصح بدونه، ومستحب عند كل أمر غيرها، وهي سُنة تكاد تكون مهجورة عند كثير من الناس، بينما هي تحقق للمسلم فوائد إيمانية ونفسية وطبية جمة، نسلط عليها الضوء في تلك السطور.
1- الوضوء يطرد الشيطان:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ» (رواه الإمام أحمد وأبو داود).
ويراد بالوضوء عند الغضب، الوضوء التام كوضوء الصلاة ولو كان المرء على وضوء؛ لأنه يطفئ ثوران دم القلب عند إرادة الانتقام، وينزع من الإنسان وساوس الشيطان، ويحول بالطبع دون ارتكاب أخطاء يندم عليها المرء بعد زوال لحظة الغضب.
2- سبب في قبول الدعاء:
روى الإمام أحمد في مسنده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ ثُمَّ يَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَذْكُرُ وَيَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا آتَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ».
وروى الشيخان عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلَامِكَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ».
3- نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم:
يحظى من يكثرون الوضوء بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، مصداقاً للحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه، من حديث عبدالله بن مسعود حيث قال: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ بُلْقٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ».
4-زيادة العمر:
من فوائد الوضوء أنه يزيد عمر المتوضئ ويحبب فيه الملائكة؛ فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا أنس: «يَا بُنَيَّ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ يَزِدْ فِي عُمُرِكَ، وَيُحِبُّكَ حَافِظَاكَ».
5- مغفرة الذنوب:
وذلك كما في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ».
وروى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك..».
كذلك فإن بقاء المسلم متوضئًا يجعله مستعدًّا للقاء الله إذا فاجأه الموت، فيبعث متوضئاً، فالأرواح تبعث على ما قُبِضت عليه، يقول ابن عباس: «لا تبيتن إلا على وضوء، فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه».
6- نظافة البدن:
إضافة إلى فوائد الوضوء الروحية والإيمانية، لا يمكن إغفال دور الوضوء في الحفاظ على نظافة الجسد، وإزالة الأوساخ والجراثيم، وتنظيف الفم والأنف والأذن، ومنع تكاثر البكتيريا على الجلد، كما أن تدليك أعضاء الجسم أثناء الوضوء يزيل التوتر والقلق، ويمنح المرء راحة نفسية.